إعلان الرئيسية

هل بلازما النقاهة ستستخدم علاجًا لفيروس كورونا المستجد؟

بينما يتدافع الباحثون لاختبار الأدوية المختلفة للقضاء على كوفيد-19، يتجه آخرون إلى علاج قديم حيث يجمعون دماء الناجين ويعطونه للمرضى الذين يعانون من التهاب حاد، وهو علاج يُعرف باسم العلاج ببلازما النقاهة Convalescent plasma therapy.

لم يثبت أن أي دواء آمن وفعّال لعلاج كوفيد-19، ولم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على أي أدوية مخصصة لعلاج المصابين بكوفيد 19 حتى الآن.

يقول الأطباء أن العلاج ببلازما النقاهة ربما يكون بمثابة جسر حتى تتوفر أدوية أخرى ولقاح.
وفي هذا المقال نتحدث عن بداية استخدام بلازما النقاهة لعلاج الفيروسات قبل فيروس كورونا المستجد وكذلك مَن هو مؤهل للتبرع ببلازما النقاهة؟ ومَن هو مؤهل للعلاج بها؟ وما هي مخاطر استخدامها؟ وماذا يحدث بعد التبرع بها؟


بداية استخدام بلازما النقاهة لعلاج فيروس كورونا المستجد


في 31 مارس، بعد أقل من ثلاثة أيام من موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على الاستخدام الطارئ للبلازما المليئة بالأجسام المضادة(بلازما النقاهة) من المرضى الذين تم شفائهم من فيروس كورونا المستجد، أصبحت ماريسا Marisa Leuzzi أول متبرع في مركز الصليب الأحمر الأمريكي، وأعربت عن أملِها في أن تساعد خالتها ريني بانيستر Renee Bannister، التي لم يساعدها جهاز التنفس الصناعي لمدة ثلاثة أساببع في مستشفى في نيو جيرسي.

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر ستيفاني ريندون Stephanie Rendon إنه بعد 11 يومًا من تلقيها البلازما، تخلت عن جهاز التنفس الصناعي وهي الآن بحالة جيدة وتتحدث.
ماريسا Marisa Leuzzi أول متبرع ببلازما النقاهة في مركز الصليب الأحمر الأمريكي

يحتوي دم الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد 19 على أجسام مضادة للمرض، وهي بروتينات يستخدمها الجسم لمكافحة العدوى. ويُسمى الدم المأخوذ من الأشخاص الذين تعافوا من المرض باسم بلازما النقاهة. البلازما هي الجزء السائل من الدم.

يأمل الباحثون في إعطاء بلازما النقاهة للمصابين بكوفيد-19 لتعزيز قدرتهم على مقاومة الفيروس. قد تساعد هذه البلازما أيضًا في منع تفاقم المرض والأعراض لدى الأشخاص المصابين بدرجة معتدلة من كوفيد-19.


هل تم استخدام بلازما النقاهة في العلاج قبل فيروس كورونا المستجد؟


العلاج بالأجسام المضادة استخدم من قبل للقضاء على شلل الأطفال والحصبة والنكاف والأنفلونزا، وقد أظهر مؤخرًا بعض النجاح ضد مرض السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ميرس(MERS).


يشمل العلاج جمع البلازما وليس الدم الكامل. أثناء الجمع، يتم وضع دم المتبرع من خلال آلة تجمع البلازما فقط وتعيد خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية إلى المتبرع مرة أخرى، وقد يستغرق هذا ساعة أو ساعتين على الأكثر.


تم استخدام العلاج ببلازما النقاهة أيضًا لمحاربة العديد من الفيروسات الأخرى، بما في ذلك فيروس إيبولا، ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارس)، وإنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير H1N1، وخلال جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918.

 أقوى دليل على ذلك يأتي من خمسينيات القرن الماضي، عندما تم استخدامه لعلاج مرض تحمله القوارض يسمى حمى الأرجنتين النزفية Argentine hemorrhagic fever


وجد أحد التقارير أن استخدام العلاج ببلازما النقاهة لهذه العدوى قلل معدل الوفيات من حوالي 43 ٪ قبل أن يصبح العلاج شائعًا في أواخر الخمسينات إلى حوالي 3 ٪ بعد استخدامه على نطاق واسع.


هل تم استخدام بلازما النقاهة لعلاج فيروس كورونا المستجد؟


أفاد باحثون صينيون عن خمسة مرضى بأمراض خطيرة، وجميعهم على أجهزة تنفس صناعي، وعولجوا ببلازما النقاهة بعد تلقيهم أدوية مضادة للفيروسات ومضادة للالتهابات حيث أمكن لثلاثة منهم مغادرة المستشفى بعد 51-55 يومًا، وكان اثنان في حالة مستقرة في المستشفى بعد 37 يومًا من نقل البلازما.


في دراسة أخرى على 10 مرضى يعانون من مرض شديد، اختفت الأعراض أو تحسنت في جميع المرضى العشرة في غضون يوم إلى 3 أيام بعد نقل البلازما، ووضعوا على الأكسجين بدلاً من أجهزة التنفس الصناعي، ولم يمت منهم أحد.

ولكن هل كل المعافين يستطيعوا التبرع ببلازما النقاهة؟ 


مَن هو أفضل متبرع ومتى يجب أن يحدث التبرع؟



توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بالمتطلبات الآتية:-
  •  لدى المتبرعين تاريخ إصابة بفيروس كورونا المستجد موثقة بطرق مختلفة مثل مسحة الأنف أو اختبار دم يُظهر الأجسام المضادة للفيروس.
  • أن يكون المصاب خاليًا من الأعراض لمدة 14 يومًا مع الاختبار أو 28 يومًا بدونها.
  • أن يكون لديه اختبار جزيئي للمتابعة السلبية.
  • أن يكون خاليًا من الفيروسات في وقت سحب البلازما.
  •  تقترح إدارة الأغذية والأدوية أيضًا قياس الأجسام المضادة المحيدة لفيروس كورونا المستجد SARS-CoV-2 neutralizing antibody titers، إذا كان متاحًا، مع توصية على الأقل 1: 160.
بعد ذلك هل كل المصابين يتم علاجهم بهذه البلازما أم هناك مصابين محددين؟


مَن هو مؤهل للعلاج باستخدام بلازما النقاهة؟


يجب أن يكون لدى المرضى المؤهلين لتلقي  بلازما النقاهة عدوى شديدة أو مهددة للحياة مؤكدة مختبريًا.

 وللمرض الشديد علامات وأعراض منها:-

  •  يعاني من ضيق التنفس.
  •  وتواتر أو سرعة التنفس 30 حركة في في الدقيقة أو أكثر.
  • تشبع الأكسجين في الدم أو ما يسمى بتركيز الأكسجين في الدم 93٪ أو أقل.
  •  والضغط الجزئي للأكسجين في الدم الشرياني إلى تركيز الأوكسجين المُستنشق أقل من 300.
  •  و/ أو ارتشاح رئوي أكبر من 50٪ خلال 24-48 ساعة.


 أما المرض الذي يهدد الحياة له علامات وأعراض أيضًا:-

  • فشل الجهاز التنفسي.
  •  وصدمة إنتانية.
  •  و/ أو خلل أو فشل متعدد في الأعضاء. 

 استخدام بلازما النقاهة قد يكون مفيدًا أيضًا لبعض المصابين


  •  يصاب بعض مرضى كوفيد-19 بأعراض شديدة ولا يستجيبون للعلاجات أو الأدوية الأخرى. عادةً ما يصاب هؤلاء الأشخاص بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) — وهي حالة رئوية شديدة، ويحتاجون عادةً إلى الاعتماد على الأجهزة الطبية، مثل أجهزة التنفس الصناعي، ليتمكنوا من التنفس. وهؤلاء الأشخاص أيضًا معرضون لخطر الإصابة بفشل في الأعضاء.

  • وقد يفيد هذا العلاج أشخاصًا آخرين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة، مثل المصابين بحالات طبية مزمنة كأمراض القلب أو السكري أو المصابين بضعف جهاز المناعة.
  • كما قد يأخذ الأطباء بعين الاعتبار إعطاء بلازما النقاهة لأفراد الأسرة أو موظفي الصحة الذين خالطوا شخصًا مصابًا بكوفيد-19 أملًا بوقايتهم من الإصابة به.


ما هي مخاطر استخدام البلازما بهذه الشروط؟


  • الأجسام المضادة لنوع واحد من الفيروسات التاجية أو فيروسات كورونا  يمكن أن تعزز العدوى بسلالة فيروسية أخرى وقد لوحظ ذلك في كل من المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس) و ميرس.


  • الخطر الآخر هو أن المانحين ربما لا يزالون يتخلصون من الفيروس النشط. في حين تشير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أنه من غير المحتمل أن يظل الأشخاص المانحين معديين بعد 14 يومًا من الإصابة، إلا أن ذلك لم يثبت بعد فقد يحتوي كل من تشخيصات كوفيد-19 واختبارات الأجسام المضادة على معدلات عالية من السلبيات الكاذبة، مما يثير شبح انتشار العدوى عن طريق التبرع بالبلازما.

ولكن
لا يوجد دليل على أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتقل عن طريق الدم حتى أولئك الذين يعانون من عدوى شديدة ليس لديهم الحمض النووي الريبوزي الفيروسي في دمائهم لذلك لا يمكن أن يكون هناك انتقال فيروسي لهذا الفيروس بالتحديد مع نقل الدم.

بالنسبة لمرض آخر شديد العدوى مثل فيروس الإيبولا، أوصت منظمة الصحة العالمية في عام 2014 بأن ينتظر المتبرعون المحتملون للبلازما 28 يومًا على الأقل بعد الإصابة.


  • كما أنه من غير المعروف إلى متى تستمر الأجسام المضادة لـ لفيروس كورونا المستجد في الدم. 
دراسة صينية سابقة أظهرت أن الأجسام المضادة الخاصة بالسارس لدى الاشخاص المصابين بفيروس السارس استمرت لمدة عامين.

ما هي مخاطر استخدام بلازما النقاهة بشكل عام لعلاج فيروس كورونا المستجد؟


ينطوي العلاج ببلازما النقاهة على المخاطر التالية:


  • ردات الفعل التحسسية.
  • تضرر الرئة وصعوبة التنفس.
  • انتقال العدوى، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B و C.

ولكن خطر التعرض لأنواع العدوى هذه منخفض جدًا، لأن الدم المُتبرَع به يجب أن يفي بمتطلبات معينة حددتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). قبل استخدام الدم المتبرع به، يجب اختباره للتأكد من سلامته. ثم يخضع لعملية يتم خلالها فصل خلايا الدم بحيث لا يبقى سوى البلازما المتضمنة للأجسام المضادة
.


على الرغم من أن العديد من الأشخاص لا يصابون بأي أعراض، إلا أن البعض الآخر يصابون بمضاعفات طبية تتراوح بين خفيفة إلى شديدة وقد تؤدي إلى وفاة بعض الأشخاص.

بعد إجراء العلاج ببلازما النقاهة


نظرًا لأن هذا العلاج لم يُختبَر بعد بشكل واسع، سيخضع المتبرع له لمراقبة حثيثة بعد تلقي بلازما النقاهة.

سيقوم طبيبك بتسجيل استجابتك وردة فعل جسمك للعلاج، وقد يسجل المدة التي احتجت لإمضائها في المستشفى، وما إذا احتجت للمساعدة على التنفس أو لعلاجات أخرى بعد تلقي بلازما النقاهة.


ختامًا

نأمل أن تكون بلازما النقاهة علاجًا آمنًا للمصابين بفيروس كورونا المستجد.
المصادر
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق