إعلان الرئيسية

فيروس كورونا: دواء الملاريا لا يقدم أي فائدة

لا يقدم هيدروكسي كلوروكين Hydroxychloroquine وكلوروكين Chloroquine، مع أو بدون مضاد حيوي مثل أزيثروميسين Azithromycin أو كلاريثروميسين Clarithromycin، أي فائدة في علاج المرضى المصابين بـ كوفيد-19، وبدلاً من ذلك، يرتبطون باضطراب دقات القلب البطيني ومعدلات أعلى للوفيات، وفقًا لدراسة دولية جديدة.

فيروس كورونا: دواء الملاريا لا يقدم أي فائدة


تضمنت الدراسة - وهي أكبر دراسة رصدية من نوعِها -  ما يقرب من 100000 شخصًا في 671 مستشفى من ست قارات.

قارن الباحثون النتائج في 15000 مريض يعانون من كوفيد-19 الذين عولجوا باستخدام هيدروكسي كلوروكوين وكلوروكوين بمفردهم أو مع مضاد حيوي من نوع ماكروليد Macrolide مع 80000 مريض كوفيد-19 لا يتناولون هذه الأدوية.

ارتبط العلاج بهذه الأدوية، إما بمفرده أو معًا، بزيادة الوفيات أثناء العلاج في المستشفى حيث تراوحت معدلات الوفيات من أكثر من 16 ٪ إلى ما يقرب من 24 ٪ في المجموعات التي تناولت هذا العلاج.

أظهر المرضى الذين عولجوا باستخدام هيدروكسي كلوروكين بالإضافة إلى الماكروليد أعلى معدلات لاضطراب نظم القلب الخطير، وحتى بعد حساب العوامل الديموغرافية والأمراض المصاحبة، وجد أن هذا المزيج مرتبط بزيادة تزيد عن 5 أضعاف في خطر الإصابة باضطراب نظم القلب الخطير.

تم نشر هذه  الدراسة على الإنترنت في 22 مايو في مجلة ذا لانسيت The Lancet، والتي تعد من أقدم وأشهر المجلات الدورية الطبية في العالم وتعد واحدة من أبرز وأكثر المجلات تميزا في العالم.

لا يوجد دليل حاسم على فائدة دواء الملاريا لعلاد فيروس كورونا المستجد


أدى عدم وجود علاج فعّال لـكوفيد-19 إلى 'إعادة استخدام' عقار الكلوروكين المضاد للملاريا وهيدروكسي كلوروكين، والذي يستخدم لعلاج أمراض المناعة الذاتية، ولكن هذا النهج يعتمد على أدلة قصصية أو تجارب عشوائية.

كما تم استخامه أيضًا مع الجيل الثاني من الماكروليدات (أزيثروميسين أو كلاريثروميسين)، بالاشتراك مع الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكين، على الرغم من الأدلة المحدودة وخطر اضطراب النظم البطيني.

تفاصيل التجربة لبحث فعالية أدوية الملاريا لعلاج فيروس كورونا المستجد


استخدم الباحثون بيانات من سجل متعدد الجنسيات يضم 671 مستشفى شملت المرضى ( متوسط ​​العمر 53.8 سنة، 46.3 ٪ من الإناث) الذين دخلوا المستشفى بين 20 ديسمبر 2019 و 14 أبريل 2020، مع إصابة مؤكدة لفيروس كورونا المستجد.

كما قاموا بجمع بيانات حول التركيبة السكانية أو الديموجرافيا والأمراض المصاحبة الأساسية والتاريخ الطبي والأدوية التي يتناولها المرضى في الأساس.

تم تقسيم المرضى الذين يتلقون العلاج المُقترح (14888) إلى أربع مجموعات: 

  • أولئك الذين يتلقون الكلوروكوين Chloroquine وحده (1868)، 
  • أولئك الذين يتلقون الكلوروكوين مع الماكروليد Macrolide وعددهم (3783)،
  • أولئك الذين يتلقون هيدروكسي كلوروكوين وحده (3016)،
  • وأولئك الذين يتلقون هيدروكسي كلوروكين مع ماكروليد (6221).
واُعتبر المرضى المتبقون الذين لم يعالجوا بهذه النظم ( 81،144) كمجموعة للمقارنة لا تتلقي أي علاج من الأدوية السابقة.

جاء معظم المرضى (65.9٪) من أمريكا الشمالية، تليها أوروبا (17.39٪)، وآسيا (7.9٪)، وأفريقيا (4.6٪)، وأمريكا الجنوبية (3.7٪)، وأستراليا (0.6٪).


شملت الأمراض المصاحبة السمنة وفرط شحميات الدم وارتفاع ضغط الدم في حوالي 30 ٪.

نتائج التجربة


لم تجد الدراسة أي فائدة في أي من أنظمة العلاج الأربعة للمرضى في المستشفى المصابين بـ كوفيد-19 لكنها لاحظت معدلات أعلى للوفاة واضطراب نظم القلب البطيني لدى هؤلاء المرضى، مقارنة بمَن لم يتلق العلاج.

قدّر الباحثون أن خطر الوفيات الذي يعزى إلى استخدام نظام الدواء المقترح تراوح بين 34٪ و 45٪.

كما عانى المرضى الذين عولجوا مع أي من الأنظمة الأربعة من اضطراب نظم القلب الأكثر خطورة مقارنة مع أولئك في المجموعة اتي لم تتلق العلاج، مع أكبر زيادة شوهدت في المجموعة التي تم علاجها بمزيج هيدروكسي كلوروكوين بالإضافة إلى الماكروليد (8.1 ٪)، يليه الكلوروكين مع الماكروليد (6.5٪) وهيدروكسي كلوروكوين وحده (6.1٪) والكلوروكين وحده (4.3٪).

توصيات التجربة


  • على الرغم من أن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها إلا أنها موثقة جيدًا، ودرست عددًا كبيرًا من الأشخاص من قارات مختلفة.


  • ليس لدينا الآن أي دليل على أن هيدروكسي كلوروكوين وكلوروكوين بمفردهما أو بالاشتراك مع الماكروليد يعملان بشكل جيد بل لدينا أدلة قد تؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات.
  • بينما لن تؤدي هذه الدراسة - قائمة على الملاحظة فقط - وحدها إلى توصية سريرية حازمة، ولكن من المفيد للأطباء ومسؤولي الصحة العامة أن يكونوا على علم من نتائجها.
  • لا توجد حتى الآن دراسات منشورة عن الاستخدام الوقائي لهذه الأدوية لمنع كوفيد-19.
  • وطالما أن المبدأ الأساسي لممارسة الطب هو 'عدم إلحاق الأذى أولاً' يجب على الأطباء المسؤولين أن يتراجعوا عن استخدام هذه الأدوية لمرضى كورونا المستجد.

ختامًا

ربما يتأخر علاج أو لقاح فيروس كورونا المستجد، ولكن لا يجب أن نستخدم أدوية تعمل على زيادة معدل الوفيات أكثر.


المصادر 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق