إعلان الرئيسية


حبوب حمض الفوليك



يوجد الفولات أو فيتامين ب 9 بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، ويُضاف في شكل حمض الفوليك إلى حبوب الفوليك والأطعمة المدعمة.

نتعرف في هذا المقال على حمض الفوليك وفوائده وكذلك الكمية الموصى بها منه يوميًا وأضراره، وكذلك جرعة حبوب الفوليك والحد الأقصى منها وتفاعلاتها مع الأدوية الأخرى.


ما هو حمض الفوليك؟


حمض الفوليك فيتامين صناعي قابل للذوبان في الماء يستخدم في المكملات الغذائية والأطعمة المدعمة.

إنه نسخة من صنع الإنسان من الفولات، وهو نوع من فيتامينات ب موجود بشكلٍ طبيعي في العديد من الأطعمة. لا يستطيع جسمك تكوين الفولات، لذلك يجب أن تحصل عليه من خلال النظام الغذائي.

على الرغم من أن الكلمتين الفولات وحمض الفوليك غالبًا ما يتم استخدامهما بالتبادل، إلا أنهما مختلفتان قليلًا. يختلف حمض الفوليك المُصنَّع بنيوياً عن الفولات وله تأثيرات بيولوجية مختلفة قليلاً في الجسم. ومع ذلك، يساهم كلاهما في الوصول لمستويات كافية من الفولات في الدم.

حبوب حمض الفوليك: كل ما تريد معرفته


يوجد الفولات في عدد من الأطعمة النباتية والحيوانية، بما في ذلك السبانخ واللفت والبروكلي والأفوكادو والحمضيات والبيض وكبد البقر.

من ناحية أخرى، يُضاف حمض الفوليك المُصنَع إلى بعض الأطعمة مثل الدقيق وحبوب الإفطار الجاهزة للأكل والخبز. يُباع حمض الفوليك أيضًا في صورة مركزة في المكملات الغذائية.

وظائف حمض الفوليك في الجسم


يستخدم جسمك الفولات في مجموعة واسعة من الوظائف الحيوية، بما في ذلك:

  • تصنيع وإصلاح وميثلة - إضافة مجموعة الميثيل - الحمض النووي
  • الانقسام الخلوي
  • تحويل هوموسيستين إلى ميثيونين، وهو حمض أميني يستخدم في تصنيع البروتين أو تحويله إلى مركب إس أدينوسيل - إل ميثيونين S-adenosylmethionine (SAMe)، وهو مركب يعمل كمتبرع أساسي بالميثيل في جسمك وهو ضروري للعديد من التفاعلات الخلوية.
  • نضوج خلايا الدم الحمراء
يشارك الفولات في عدد من عمليات التمثيل الغذائي الحيوية، ويؤدي نقصه إلى  نتائج صحية سلبية، بما في ذلك فقر الدم الضخم الأرومات، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وأنواع معينة من السرطان، والعيوب الخلقية عند الرضع الذين كانت أمهاتهم تعاني من نقص الفولات.

فَقْرُ الدَّمِ الضَّخْمُ الأَرومات Megaloblastic anemia: نوع من الانيميا تكون فيه كرات الدم الحمراء كبيرة وغير ناضجة - بسبب اضطراب في الحمض النووي - قد يكون ناتجًا عن نقص فيتامين ب 12 و/أو حمض الفوليك.

أسباب نقص مستويات الفولات في الجسم 


نقص مستويات الفولات له أسباب متعددة، بما في ذلك:

  • قلة تناول الأطعمة الغنية بالفوليك اسيد.
  • الأمراض أو العمليات الجراحية التي تؤثر على امتصاص الفولات في الجهاز الهضمي، بما في ذلك مرض الاضطرابات الهضمية، وجراحة المجازة المَعِدِيّة، ومتلازمة الأمعاء القصيرة.
  •  فقد حمض المعدة أو قلته achlorhydria أو hypochlorhydria.
  • تناول الأدوية التي تؤثر على امتصاص الفولات، بما في ذلك ميثوتركست وسلفاسالازين
  • إدمان الكحول
يتدخل الكحول في امتصاص الفولات ويزيد من إفرازه في البول، لذلك قد يستفيد الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الكحول بانتظام من حبوب الفوليك.
  • الحمل
  • فقر الدم الانحلالي
نقص في عدد أو اختلال في وظيفة كرات الدم الحمراء نتيجة تكسّر كرات الدم الحمراء قبل اكتمال فترة عمرها الطبيعية وهي 120 يوم.
  • غسيل الكلى

كم تحتاج من الفوليك يوميًا؟


يتراوح مخزون الفولات في الجسم بين 10-30 مجم، يُخزَن معظمه في الكبد، بينما تُخزَن الكمية المتبقية في الدم وأنسجة الجسم.

تتراوح مستويات الفولات الطبيعية في الدم (5-ميثيل تتراهيدروفولات) بين 5-15 نانوجرام / مل.

يختلف امتصاص الفولات عن الفوليك أسيد الصناعي لذلك ظهرت وحدة قياس تسمى مكافئ الفولات الغذائي (DFEs) لتفسير الاختلافات في قابلية امتصاص حمض الفوليك الصناعي والفولات الطبيعي.

يُعتقد أن حمض الفوليك الصناعي يُمتص بنسبة 100 % عند تناوله على معدة فارغة، بينما يُعتقد أن الفوليك اسيد الموجود في الأطعمة المدعمة يُمتص بنسبة 85 % فقط. بينما يُمتص الفولات الطبيعي الموجود في الأطعمة المختلفة بنسبة 50 % فقط.

عند تناوله في شكل حبوب، فإن 5-ميثيل تتراهيدروفولات له نفس التوافر البيولوجي - إن لم يكن أعلى قليلاً - من حبوب حمض الفوليك.

بسبب الاختلاف بين امتصاص الفولات الطبيعي والفوليك الصناعي، ظهرت وحدة مكافئ حمض الفولات الغذائي DFEs وفقًا للمعادلة التالية:

  • 1 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي (mcg DFE) = 1 ميكروجرام من الفولات الطبيعي = 0.5 ميكروجرام من حبوب حمض الفوليك المأخوذ على معدة فارغة = 0.6 ميكروجرام من حبوب حمض الفوليك التي تتناولها مع الأطعمة.

يحتاج البالغون إلى حوالي 400 ميكروجرام من الفولات الغذائي يوميًا لتعويض الفاقد اليومي منه أو 200 ميكروجرام من حمض الفوليك الصناعي المأخوذ على معدة فارغة.

تَزيد احتياجات النساء الحوامل والمرضعات من الفولات ويحتاجن إلى تناول 600 ميكروجرام و 500 ميكروجرام من الفولات الغذائي يوميًا، على التوالي.

الكمية اليومية الغذائية المُوصى بها (RDA) للرضع والأطفال والمراهقين هي كما يلي:

  • من الولادة حتى 6 شهور: 65 ميكروجرام من مكافئ حمض الفولات الغذائي 
  • الأعمار من 7 إلى 12 شهرًا: 80 ميكروجرامًا من مكافئ الفولات الغذائي 
  • الأعمار من 1 إلى 3 أعوام: 150 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي 
  • الأعمار من 4 إلى 8 أعوام: 200 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي 
  • الأعمار من 9 إلى 13 عامًا: 300 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي 
  • الأعمار من 14 إلى 18 عامًا: 400 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي 

فوائد حبوب حمض الفوليك (الفوليك أسيد)


فيما يلي فوائد واستخدامات حبوب حمض الفوليك والفولات الأكثر شيوعًا.

  • حبوب الفوليك تَقي من العيوب الخلقية ومضاعفات الحمل (حبوب حمض الفوليك للحامل)

منذ تسعينيات القرن الماضي، تم تدعيم الدقيق وغيره من المواد الغذائية الأساسية بحمض الفوليك بناءً على نتائج الدراسة التي تربط بين انخفاض الفولات لدى النساء وزيادة خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي لدى أطفالهن.

أحد الاستخدامات الأكثر شيوعًا لحبوب حمض الفوليك والفولات هو الوقاية من العيوب الخلقية، وخاصة عيوب الأنبوب العصبي، بما في ذلك السنسنة المشقوقة وانعدام الدماغ - عندما يولد الطفل بدون أجزاء من دماغه أو جمجمته.

عندما ينمو الجنين -  خلال مرحلة مبكرة من الحمل - في رحم أمه، يتطور أنبوب عصبي، وهذا الأنبوب كناية عن هيكل صغير يُشبه الشريط، يتطور بعد ذلك إلى الدماغ، الحبل الشوكي والأعصاب.

يلعب الفولات أدوارًا أساسية في نمو الجنين وتطوره، فهو ضروري لانقسام الخلايا ونمو الأنسجة.

نظرًا لأهمية الفولات لصحة الأم والجنين وصعوبة تلبية العديد من النساء لاحتياجاتهن من خلال النظام الغذائي وحده، يُوصي الخبراء بأنه على جميع النساء اللواتي يخططن للحمل أو القادرات على الحمل تناول حبوب الفوليك يوميًا بتركيز 400-800 ميكروجرام من حمض الفوليك ابتداءً من شهر واحد على الأقل قبل الحمل والاستمرار خلال الأشهر 2-3 الأولى من الحمل.

بالإضافة إلى تأثيره الوقائي ضد العيوب الخلقية، فإن تناول حبوب حمض الفوليك أثناء الحمل قد يُحسّن النمو العصبي ووظائف المخ لدى الأطفال، فضلاً عن الحماية من اضطرابات التوحد.

ومع ذلك، خلصت دراسات أخرى إلى أن تناول كميات كبيرة من حبوب حمض الفوليك مع مستويات عالية من حمض الفوليك غير المستقلب في مجرى الدم قد يكون لهما تأثير سلبي على التطور الإدراكي العصبي ويُزيد من خطر الإصابة بالتوحد، والذي سيتم مناقشته في القسم التالي.

حمض الفوليك مهم أيضًا لصحة الأم، وقد ثبت أن تناول حبوب حمض الفوليك يقلل من مخاطر المضاعفات المرتبطة بالحمل، بما في ذلك تسمم الحمل. بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت المستويات العالية من الفولات لدى الأمهات بانخفاض كبير في مخاطر الولادة المبكرة.

  • علاج نقص حمض الفوليك

يمكن أن يحدث نقص الفولات بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك عدم كفاية الكمية الغذائية اليومية من الفولات، والجراحة، والحمل، وإدمان الكحول، وأمراض سوء الامتصاص.

قد يؤدي النقص إلى آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك فقر الدم الضخم الأرومات، والعيوب الخلقية، والضعف العقلي، وضعف وظائف المناعة، والاكتئاب.

يُستخدم كلٌ من حبوب حمض الفوليك والفولات لعلاج نقص حمض الفوليك.

  • حبوب الفوليك تُعزز صحة الدماغ

أظهرت الأبحاث أن انخفاض مستويات الفولات في الدم يرتبط بضعف وظائف المخ وزيادة خطر الإصابة بالخَرَف. حتى المستويات الطبيعية ولكن المنخفضة من الفولات ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالضعف العقلي لدى كبار السن.

أظهرت الدراسات أيضًا أن حبوب حمض الفوليك قد تُحسّن وظائف المخ لدى المصابين بضعف عقلي وقد تساعد في علاج مرض الزهايمر.

أظهرت دراسة أُجريت عام 2019 على 180 بالغًا يعانون من ضعف إدراكي خفيف (MCI) أن تناول 400 ميكروجرام من حبوب حمض الفوليك يوميًا لمدة عامين أدى إلى تحسُّن كبير في مقاييس وظائف المخ، بما في ذلك معدل الذكاء اللفظي وانخفاض مستويات الدم لبعض البروتينات المشاركة في تطور وتقدم لمرض الزهايمر، مقارنة مع مجموعة أخرى تناولت دواء وهمي.

وجدت دراسة أخرى أُجريت على 121 شخصًا مُصابًا بمرض الزهايمر - تم تشخيصه حديثًا - والذين كانوا يُعالجون بدواء دونيبيزيل أن أولئك الذين تناولوا 1250 ميكروجرامًا من حبوب حمض الفوليك يوميًا لمدة 6 أشهر تحسن لديهم الإدراك وقلت علامات الالتهاب، مقارنة مع أولئك الذين تناولوا دواء دونيبيزيل وحده.

  • حبوب الفوليك علاج مساعد لاضطرابات الصحة النفسية

تبين أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات أقل من الفولات في الدم مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالاكتئاب.

تُشير الدراسات إلى أن حبوب حمض الفوليك والفولات قد تقلل من أعراض الاكتئاب عند استخدامها مع الأدوية المضادة للاكتئاب.

أظهرت مراجعة أنه عند استخدامها جنبًا إلى جنب مع الأدوية المضادة للاكتئاب، ارتبط العلاج بالحبوب التي تحتوي على حمض الفوليك، بما في ذلك حمض الفوليك وميثيل فولات، بتخفيضات أكبر في أعراض الاكتئاب، مقارنةً بالعلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب وحدها.

علاوة على ذلك، وجدت مراجعة لـ 7 دراسات أن العلاج بحبوب الفوليك اسيد جنبًا إلى جنب مع الأدوية المضادة للذهان أدى إلى تقليل الأعراض السلبية لدى الأشخاص المصابين بالفصام، مقارنةً بالأدوية المضادة للذهان وحدها.

  • حبوب الفوليك تَحد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب

قد تساعد حبوب حمض الفوليك، بما في ذلك الفولات، في تحسين صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

يرتبط ارتفاع مستويات الحمض الأميني هوموسيستين بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. يتم تحديد مستويات الدم من الحمض الاميني هوموسيستين من خلال العوامل الغذائية والجينية.

يلعب الفولات دورًا رئيسيًا في عملية التمثيل الغذائي للهوموسيستين، وقد يُسبب انخفاض مستويات حمض الفوليك ارتفاع مستويات الهوموسيستين (فرط الهوموسيستين في الدم).

أظهرت الأبحاث أن تناول حبوب حمض الفوليك قد يقلل من مستويات الهوموسيستين وخطر الإصابة بأمراض القلب.

على سبيل المثال، أظهرت مراجعة تضمنت 30 دراسة وأكثر من 80.000 شخص أن تناول حبوب حمض الفوليك أدى إلى انخفاض بنسبة 4 %  في مخاطر الإصابة بأمراض القلب بشكلٍ عام وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 10 %.

علاوة على ذلك، قد تساعد حبوب حمض الفوليك في تقليل ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل معروف لخطر الإصابة بأمراض القلب.

بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن حبوب حمض الفوليك تُحسّن تدفق الدم، مما قد يساعد في تحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية.

الفوائد الصحية المحتملة الأخرى لحبوب حمض الفوليك


ارتبطت حبوب حمض الفوليك أيضًا بالفوائد الصحية التالية:

  • داء السكري وحبوب الفوليك

قد تُحسّن حبوب حمض الفوليك التحكم في نسبة السكر في الدم وتُقلل مقاومة الأنسولين وتُعزز وظيفة القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري. قد تُقلل هذه الحبوب أيضًا مضاعفات مرض السكري، بما في ذلك الاعتلال العصبي.

  • الخصوبة وحبوب الفوليك

يرتبط تناول كميات أكبر من حبوب الفولات (أكثر من 800 ميكروجرام في اليوم) بمعدلات أعلى للولادات الكاملة لدى النساء اللائي يخضعن لتقنيات التلقيح بالمساعدة حيث تُعدُّ مستويات الفولات الكافية ضرورية أيضًا لجودة البويضة وزرعها ونُضجها.

  • الالتهاب وحبوب الفوليك

ثبت أن تناول حبوب حمض الفوليك والفولات تُقلل من علامات الالتهاب، بما في ذلك بروتين سي التفاعلي (CRP)، في مجموعات سكانية مختلفة، بما في ذلك النساء المصابات بمُتلازِمة المِبيَض مُتعدِّد التكيُّسات (PCOS) والأطفال المصابين بالصرع.

  • تقليل الآثار الجانبية لبعض الأدوية

قد تساعد حبوب حمض الفوليك في تقليل حدوث الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام بعض الأدوية، بما في ذلك الميثوتريكسات، وهو دواء مثبط للمناعة يستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية وأنواع معينة من السرطان.

  • ضعف وظائف الكلى وحبوب الفوليك

بسبب ضعف وظائف الكلى، قد يحدث فرط الهوموسستئين في الدم لدى أكثر من 80 % من المصابين بأمراض الكلى المزمنة. قد تساعد حبوب حمض الفوليك في تقليل مستويات الهوموسيستين وخطر الإصابة بأمراض القلب لدى هذه الفئة من السكان.

الآثار الجانبية لحبوب الفوليك



على عكس الفولات الموجود بشكلٍ طبيعي في الغذاء والأشكال التكميلية النشطة بيولوجيًا من حمض الفوليك مثل 5-ميثيل تتراهيدروفولات، فإن تناول جرعات عالية من حبوب حمض الفوليك قد يؤدي إلى آثار جانبية سلبية.

  • حمض الفوليك غير المُستقلب وزيادة خطر الإصابة بالتوحد واضطرابات الإدراك العصبي

كما ذكرنا سابقًا، نظرًا للاختلافات في التمثيل الغذائي، فإن تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك من خلال الأطعمة أو المكملات الغذائية المدعمة قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض الفوليك غير المستقلب في الدم.

أما تناول الأطعمة الغنية بالفولات أو تناول الأشكال الطبيعية من حمض الفوليك، مثل 5-ميثيل تتراهيدروفولات، لا يؤدي إلى زيادة مستويات حمض الفوليك غير المستقلب في الدم.

على الرغم من أن بعض الدراسات قد ربطت المستويات العالية من الفولات لدى الأمهات مع انخفاض خطر الإصابة بالتوحد وتحسين النتائج العقلية لدى الأطفال، فقد ربطت دراسات أخرى المستويات العالية من حمض الفوليك غير المستقلب في الدم بزيادة خطر الإصابة بالتوحد والآثار السلبية على التطور الإدراكي العصبي.

وجدت دراسة حديثة أُجريت على 200 أم أن الأمهات اللائي لديهن تركيزات أعلى من الفولات في الدم في الأسبوع الرابع عشر من الحمل كن أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من اضطراب التوحد (ASD).

اكتشف الباحثون حمض الفوليك غير المستقلب في عدد أكبر من النساء اللواتي لديهن أطفال مصابين بالتوحد، مقارنة بالنساء اللائي لديهن أطفال بدون اضطرابات التوحد.

يشير هذا إلى أن تناول حبوب حمض الفوليك في الأسبوع الرابع عشر من الحمل كان أكثر شيوعًا لدى النساء اللواتي أصيب أطفالهن لاحقًا بالتوحد.

تجدر الإشارة إلى أنه من غير المحتمل أن يوجد حمض الفوليك غير المستقلب في دم الأشخاص الذين يتناولون أقل من 400 ميكروجرام يوميًا.

أظهرت دراسات أخرى أن المستويات المرتفعة من حمض الفوليك غير المستقلب أثناء الحمل قد تؤدي إلى آثار سلبية على النمو الإدراكي العصبي لدى الأطفال.

وجدت دراسة أُجريت على 1،682 زوجًا من الأمهات والأطفال أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم أكثر من 1،000 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميًا أثناء الحمل سجلوا درجات أقل في اختبار القدرات العقلية للأطفال، مقارنة بالأطفال الذين تناولت أمهاتهم 400-999 ميكروجرام في اليوم.

على الرغم من أن هذه الدراسات تُشير إلى أنه قد تكون هناك مخاطر لتناول جرعات عالية من حمض الفوليك أثناء الحمل، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج.

  • تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك قد يُخفي نقص فيتامين ب 12

هناك خطر آخر محتمل لارتفاع تناول حمض الفوليك وهو أن تناول جرعات عالية من حمض الفوليك الصناعي قد يُخفي نقص فيتامين ب 12.

وذلك لأن تناول جرعات كبيرة من حمض الفوليك يمكن أن يصحح فقر الدم الضخم الأرومات، وهي حالة تتميز بإنتاج خلايا دم حمراء كبيرة وغير طبيعية وغير مكتملة النمو والتي تظهر مع نقص حاد في فيتامين ب 12.

ومع ذلك، فإن تناول حبوب حمض الفوليك لا يصحح الضرر العصبي الذي يحدث مع نقص فيتامين ب 12. لهذا السبب، قد يمر نقص فيتامين ب 12 دون أن يلاحظه أحد حتى تظهر أعراض عصبية لا رجعة فيها.


المخاطر المحتملة الأخرى لتناول حمض الفوليك المُفرط



بصرف النظر عن الآثار الجانبية المحتملة المذكورة أعلاه، هناك العديد من المخاطر الأخرى المرتبطة بتناول جرعات عالية من حمض الفوليك:

  • مخاطر الاصابة بالسرطان 

وجدت مراجعة لعشر دراسات زيادة ملحوظة في حدوث سرطان البروستاتا لدى الأشخاص الذين تناولوا حبوب حمض الفوليك، مقارنة بمجموعات التحكم.

  • التدهور العقلي للبالغين

أظهرت الدراسات أن تناول جرعات عالية من حمض الفوليك قد يؤدي إلى تسريع التدهور العقلي لدى كبار السن الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين ب 12.

  • وظيفة المناعة

أظهرت دراسات متعددة أن حبوب حمض الفوليك بجرعات عالية قد تثبط وظيفة المناعة عن طريق تقليل نشاط الخلايا المناعية الواقية، بما في ذلك الخلايا القاتلة الطبيعية (NK)، وأن وجود حمض الفوليك غير المستقلب قد يترافق مع انخفاض نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية.


جرعة حبوب الفوليك وكيفية تناولها


كما ذكر أعلاه، فإن الـكمية اليومية المُوصى بها RDA لحمض الفوليك هي 400 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي DFE يوميًا للبالغين، و 600 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي DFE للنساء الحوامل، و 500 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي DFE للنساء المُرضعات.

على الرغم من أنه يمكن تلبية هذه الاحتياجات من خلال النظام الغذائي، إلا أن تناول المكملات الغذائية طريقة مناسبة لتلبية احتياجات الفولات لكثيرٍ من الأشخاص، وخاصة أولئك المعرضين لخطر النقص، بما في ذلك النساء الحوامل وكبار السن.

يوجد حمض الفوليك والفولات في العديد من الأشكال وعادةً ما يتم إضافتهما إلى المكملات الغذائية المتعددة، بما في ذلك الفيتامينات المتعددة وفيتامينات ب. تختلف الجرعات على نطاق واسع، ولكن معظم المكملات تقدم حوالي 680-1،360 ميكروجرام من مكافئ الفولات الغذائي DFE (400-800 ميكروجرام من حمض الفوليك).

تم تحديد الحد الأقصى من حمض الفوليك (UL)، والذي يعني أعلى جرعة يومية من غير المحتمل أن تسبب تأثيرات ضارة، للأشكال الاصطناعية من حمض الفوليك، ولكن ليس للأشكال الطبيعية الموجودة في الطعام.
  • البالغين: 1000 ميكروجرام
  • الأطفال من 14 - 18 سنة: 800 ميكروجرام
  • الأطفال من  9 - 13 سنة: 600 ميكروجرام
  • الأطفال من 4 - 8 سنوات: 400 ميكروجرام
  • الأطفال من 1 - 3 سنوات: 300 ميكروجرام

من المهم استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل إعطاء طفلك مكمل حمض الفوليك لتحديد مدى ملاءمته وأمانه.

ومع ذلك، فإن تناول أقل من 1000 ميكروجرام يوميًا يُعدُّ آمنًا لعامة السكان البالغين.

يتوفر حمض الفوليك بيولوجيًا بنسبة 100 % تقريبًا عند تناوله على معدة فارغة و85 % متوفر حيويًا عند تناوله مع الطعام. 5-ميثيل تتراهيدروفولات له نفس التوافر البيولوجي. يمكنك تناول جميع أشكال الفولات مع الطعام أو بدونه.

يمكنك طلب حبوب حمض الفوليك من أمازون عبر الروابط الآتية:

تفاعلات حمض الفوليك مع الأدوية الأخرى


قد تتفاعل حبوب الفوليك مع بعض الأدوية الموصوفة بشكلٍ شائع، بما في ذلك:

  • ميثوتركسيت Methotrexate

الميثوتركسيت دواء يستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان وأمراض المناعة الذاتية.

  • أدوية الصرع Epilepsy medications

قد يتداخل حمض الفوليك مع الأدوية المضادة للصرع، مثل ديلانتين وكارباترول وديباكون.

  • سلفاسالازين Sulfasalazine

يستخدم سلفاسالازين لعلاج التهاب القولون التقرحي.

إذا كنت تتناول أحد الأدوية المذكورة أعلاه، فاستشر مقدم الرعاية الصحية قبل تناول حبوب حمض الفوليك.

وتجدر الإشارة إلى أن تناول حبوب 5-ميثيل تتراهيدروفولات بدلاً من حبوب حمض الفوليك قد يقلل من التفاعلات المحتملة مع بعض الأدوية، بما في ذلك الميثوتريكسات.

المصادر
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق