"تناولْ المزيد من الفواكه والخضروات"
ربما تكون هذه هي التوصية الصحية الأكثر شيوعًا في العالم حيث يعلم الجميع أن الفاكهة صحية. ✅
يسميها بعض الناس "وجبات الطبيعة السريعة" لأنها سهلة الحمل والتحضير.
هناك ادعاءات حول موعد وكيفية تناول الفاكهة، وكذلك مَن يجب أن يتجنبها تمامًا، فيما يلي أهم خمسة ادعاءات حول أفضل وقت لتناول الفاكهة، مع فهم المعلومة الصحيحة.
ادعاءات حول وقت تناول الفاكهة
الادعاء الأول: تناولْ الفاكهة دائمًا على معدة فارغة
هذا واحد مِن أكثر الادعاءات انتشارًا فيما يتعلق بموعد تناول الفاكهة.
نُشر من خلال مواقع الويب وعناوين البريد الإلكتروني، ويبدو أنه نشأ من طاهٍ في سنغافورة.
يَزعم هذا الادعاء أن تناول الفاكهة مع الوجبات يُبطئ عملية الهضم ويُسبب بقاء الطعام في معدتك، فيتخمر أو يتعفنن، وأن تناول الفاكهة مع الوجبات هو ما يُسبب الغازات وعدم الراحة ومجموعة من الأعراض الأخرى غير ذات الصلة.
في حين أن جزءًا من هذا الادعاء صحيح وهو أن الألياف الموجودة في الفاكهة يمكن أن تُبطئ إخراج أو إفراغ الطعام من معدتك، فإن بقية هذه الادعاءات خاطئة.
على الرغم من أن الفاكهة يمكن أن تتسبب في إفراغ الطعام من معدتك بشكل أبطأ، إلا أنها لا تُسبب بقاء الطعام في معدتك إلى أجلٍ غير مسمى.
وجدت إحدى الدراسات أنه في الأشخاص الأصحاء، تُبطئ الألياف في الفاكهة الوقت الذي تستغرقه المعدة لتفريغ نصف محتوياتها من متوسط ٧٢ دقيقة إلى ٨٦ دقيقة.
في حين أن هذا التغيير في السرعة مهم، فإنه لا يؤدي بأي حالٍ من الأحوال إلى إبطاء عملية الهضم بدرجة كافية لإفساد الطعام في المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إبطاء إفراغ معدتك قد يكون أمرًا جيدًا حيث يساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما قد يساعدك على تناول سعرات حرارية أقل على المدى الطويل.
ولكن حتى إذا تَسببت الفاكهة في بقاء الطعام في معدتك لفترة أطول بكثير من المعتاد، فإن معدتك مصممة خصيصًا لمنع نمو البكتيريا مما يمنع التخمر والتعفن.
عندما يصل الطعام إلى المعدة، يُخلط مع حمض المعدة، الذي يمتلك درجة حموضة منخفضة جدًا تبلغ حوالي واحد أو اثنين، فتصبح محتويات معدتك حمضية للغاية بحيث لا تستطيع معظم الكائنات الحية الدقيقة النمو.
يحدث هذا الجزء من الهضم جزئيًا للمساعدة في قتل البكتيريا في طعامك ومنع نمو الميكروبات.
أما بالنسبة لبقية هذه الادعاءات، فإن القول بأن تناول الفاكهة مع الوجبات هو سبب الانتفاخ والإسهال وعدم الراحة فهو أمر مضلل بنفس القدر.
كما لا يوجد أي دعم علمي وراء فكرة أن تناول الفاكهة على معدة فارغة يمكن أن يؤثر على طول العمر أو التعب أو الهالات السوداء تحت العينين.
وباختصار
يمكن أن يؤدي تناول الفاكهة مع الوجبة إلى إبطاء إفراغ معدتك ولكن بنسبة صغيرة فقط، وهذا في الواقع شيء جيد لأنه قد يساعدك على الشعور بالشبع وتقليل السعرات الحرارية.
الادعاء الثاني: تناول الفاكهة قبل أو بعد الوجبة يقلل من قيمتها الغذائية
يبدو أن هذا الادعاء امتداد للادعاء رقم ١. فيقول أنك بحاجة لتناول الفاكهة على معدة فارغة أيضًا لجني كل الفوائد الغذائية منها.
يقول أنك إذا كنت تأكل الفاكهة قبل أو بعد الوجبة مباشرة، فستفقد العناصر الغذائية بطريقة ما.
ومع ذلك، هذا ليس صحيحًا على الإطلاق. لقد تطور جسم الإنسان بمرور الوقت ليكون فعّالاً قدر الإمكان غي عملية استخراج العناصر الغذائية من الطعام.
عندما تأكل وجبة، تعمل المعدة كخزان، حيث تُطلق كميات صغيرة فقط في كل مرة حتى تتمكن الأمعاء من هضمها بسهولة.
كما أن الأمعاء الدقيقة مصممة لامتصاص أكبر عدد ممكن من العناصر الغذائية.
يصل طولها إلى ستة أمتار (٢٠ قدمًا)، مع أكثر من ٣٠ مترًا مربعًا (٣٢٠ قدمًا مربعًا) من المساحة الامتصاصية.
أظهرت الدراسات أن أمعائك لديها القدرة على امتصاص ضعف كمية العناصر الغذائية التي يستهلكها الشخص العادي في يوم واحد.
منطقة الامتصاص الضخمة تعني أن الحصول على العناصر الغذائية من الفاكهة (وبقية وجبتك) هو عمل سهل لجهازك الهضمي، بغض النظر عما إذا كنت تأكل الفاكهة على معدة فارغة أو مع وجبة.
وباختصار
يكون جهازك الهضمي أكثر من مهيأ لهضم وامتصاص العناصر الغذائية من الفاكهة، سواء تم تناولها على معدة فارغة أو مع وجبة
الادعاء الثالث: إذا كنت مصابًا بداء السكري، فعليك تناول الفاكهة قبل ساعة أو ساعتين من الوجبات أو بعدها
الفكرة هي أن مرضى السكري غالبًا ما يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، وتناول الفاكهة بشكل منفصل عن الوجبات يُحسن الهضم بطريقة ما.
لسوء الحظ، هذه نصيحة سيئة إلى حد ما لمعظم الأشخاص المصابين بداء السكري.
لا يوجد دليل علمي يدعم فكرة أن تناول الفاكهة بشكلٍ منفصل عن الوجبة يُحسن الهضم.
والفرق الوحيد الذي قد يحدثه هو أن السكر الموجود في الفاكهة قد يدخل مجرى الدم بشكل أسرع، وهو بالضبط ما يجب أن يحاول الشخص المصاب بداء السكري تجنبه.
بدلاً من تناول الفاكهة بشكل منفصل، فإن تناولها مع وجبة أو كوجبة خفيفة مع طعام غني بالبروتين أو الألياف أو الدهون هو خيار أفضل بكثير لمرضى السكري.
وذلك لأن البروتينات والألياف والدهون يمكن أن تجعل معدتك تُفرغ الطعام في الأمعاء الدقيقة بشكل أبطأ.
فائدة هذا بالنسبة لشخص مصاب بداء السكري هي أنه يتم امتصاص كمية أقل من السكر في وقت واحد، مما يؤدي إلى ارتفاع أقل في مستويات السكر في الدم بشكل عام.
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن ٧,٥ جرام فقط من الألياف القابلة للذوبان - الموجودة في الفاكهة - يمكن أن تقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبة بنسبة ٢٥٪.
ومع ذلك، هناك بعض مرضى السكري يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.
تسمى المشكلة الأكثر شيوعًا خزل المعدة. يحدث ذلك عندما تفرغ المعدة الطعام أبطأ من المعتاد أو لا يحدث ذلك على الإطلاق.
على الرغم من أن التغييرات الغذائية يمكن أن تساعد في علاج خزل المعدة، إلا أن تناول الفاكهة على معدة فارغة ليس من بينها.
وباختصار
بالنسبة لغالبية مرضى السكر، فإن تناول الفاكهة على معدة فارغة ليس نصيحة جيدة. عادةً ما يكون إقران الفاكهة بوجبة أو وجبة خفيفة خيارًا أفضل.
الادعاء الرابع: أفضل وقت في اليوم لتناول الفاكهة هو فترة بعد الظهر
لا يوجد منطق حقيقي وراء هذه الفكرة، ولا يوجد دليل يدعمها.
يُزعم أن التمثيل الغذائي الخاص بك يتباطأ في فترة ما بعد الظهر وأن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، مثل الفاكهة، يرفع مستويات السكر في الدم و "يستيقظ" جهازك الهضمي.
الحقيقة هي أن أي طعام يحتوي على الكربوهيدرات سيزيد بشكل مؤقت من نسبة السكر في الدم أثناء امتصاص الجلوكوز، بغض النظر عن الوقت من اليوم.
ومع ذلك، بصرف النظر عن تزويد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية الأخرى، فإن هذا ليس له فائدة خاصة.
ليست هناك حاجة لـ "إيقاظ" جهازك الهضمي، لأنه دائمًا ما يكون مستعدًا للقفز إلى العمل في اللحظة التي يلمس فيها الطعام لسانك، بغض النظر عن الوقت من اليوم.
وعلى الرغم من أن تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات قد يتسبب مؤقتًا في استخدام جسمك للكربوهيدرات كوقود، إلا أنه لا يغير المعدل الإجمالي لعملية التمثيل الغذائي لديك.
الحقيقة أنه لا ضير من تناول الفاكهة في الصباح. الفاكهة صحية في أي وقت من اليوم.
وباختصار
لا يوجد دليل أو منطق وراء فكرة أنه من الأفضل تناول الفاكهة في فترة ما بعد الظهر. الفاكهة صحية بغض النظر عن الوقت.
الادعاء الخامس: لا يجب أن تأكل الفاكهة بعد الساعة الثانية بعد الظهر
ومن المثير للاهتمام، أن الادعاء الخامس يتعارض بشكل مباشر مع الادعاء رقم ٤، حيث أنه يجب عليك تجنُّب الفاكهة بعد الساعة ٢ مساءً.
يبدو أن هذه القاعدة نشأت كجزء من "حمية ١٧ يومًا".
النظرية هي أن تناول الفاكهة (أو أي كربوهيدرات) بعد الساعة ٢ مساءً. يرفع نسبة السكر في الدم، والتي لا يملك جسمك وقتًا لاستقرارها قبل النوم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
ومع ذلك، لا يوجد سبب للخوف من أن الفاكهة سوف تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الظهر.
كما ذكرنا سابقًا، فإن أي طعام يحتوي على الكربوهيدرات سيرفع نسبة السكر في الدم أثناء امتصاص الجلوكوز. لكن لا يوجد دليل على أن نسبة السكر في الدم سترتفع أكثر بعد الساعة الثانية بعد الظهر عن أي وقت آخر من اليوم.
وعلى الرغم من أن تحملك للكربوهيدرات قد يتقلب على مدار اليوم، فإن هذه التغييرات طفيفة ولا تغير معدل الأيض الكلي.
لا يوجد سبب للخوف من أن يؤدي تناول الفاكهة بعد الظهر إلى زيادة الوزن.
لا ينتقل جسمك ببساطة من حرق السعرات الحرارية إلى تخزينها على شكل دهون عندما تذهب إلى النوم. يميل معدل الأيض لديك إلى الانخفاض أثناء النوم، لكنك لا تزال تحرق الكثير من السعرات الحرارية للحفاظ على انتظام العمليات الحيوية في جسمك.
تحدد العديد من العوامل المختلفة ما إذا كان يتم حرق السعرات الحرارية للحصول على الطاقة أو تخزينها على شكل دهون، ولكن تجنب تناول الفاكهة بعد وقت معين من اليوم ليس من بينها.
كما لا يوجد دليل على أن تجنب تناول الفاكهة في فترة ما بعد الظهر يؤثر على الوزن.
ولكن هناك أدلة دامغة على أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الفاكهة والخضروات على مدار اليوم يميلون إلى أن يكون وزنهم أقل ويقل احتمال اكتسابهم للوزن.
على سبيل المثال، وجدت مراجعة واحدة لـ ١٧ دراسة أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من الفاكهة انخفض لديهم خطر الإصابة بالسمنة بنسبة تصل إلى ١٧٪.
عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، فإن تناول الكثير من الفواكه والخضروات هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها. إنها طريقة رائعة للحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها، كل ذلك أثناء تناول الأطعمة الصحية منخفضة السعرات الحرارية.
علاوة على ذلك، إذا كنت تتجنب تناول الفاكهة في فترة ما بعد الظهر وقبل النوم، فأنت بذلك تستبعد خيارًا صحيًا من الأطعمة الكاملة لوجبة خفيفة أو حلوى.
وباختصار
تجنب الفاكهة بعد الساعة ٢ بعد الظهر ليس له أي فوائد ولا يؤثر على وزنك. إن تناول الفاكهة فكرة جيدة في أي وقت من اليوم.
وعلى ذلك
ما هو أفضل وقت لتناول الفاكهة؟
الحقيقة هي أن أي وقت من اليوم هو وقت رائع لتناول الفاكهة.
لا يوجد دليل على أنه يجب تجنب الفاكهة في فترة ما بعد الظهر أو بالقرب من وجبات الطعام.
الفواكه هي أطعمة صحية ومغذية ويمكن تناولها طوال اليوم.
ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي قد يُحدث فيها توقيت تناول الفاكهة فرقًا.
إذا كنت تريد فقدن الوزن الزائد
بسبب الألياف الموجودة في الفاكهة، قد يساعدك تناولها على الشعور بالشبع لفترة أطول. قد يؤدي ذلك إلى تناول سعرات حرارية أقل وقد يساعدك على إنقاص الوزن.
ومع ذلك، فإن تناول الفاكهة مع أو قبل الوجبة مباشرة قد يزيد من هذا التأثير. قد يتسبب ذلك في تقليل تناول طعام آخر عالي السعرات الحرارية في طبقك.
إذا كنت مصابًا بداء السكري من النوع ٢
كما ذكرنا من قبل، فإن تناول الفاكهة مع طعام آخر يمكن أن يُحدث فرقًا لمرضى السكري.
قد يؤدي إقران الفاكهة مع طعام أو وجبة أخرى غنية بالبروتين أو الدهون أو الألياف إلى دخول السكر من الفاكهة إلى الأمعاء الدقيقة بشكل أبطأ.
هذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أقل في نسبة السكر في الدم، مقارنة بتناول الفاكهة وحدها.
إذا كنت تعانين من سكري الحمل
يحدث سكري الحمل عندما تصاب المرأة بمرض السكري أثناء الحمل. بالنسبة لهؤلاء النساء، يؤدي التغيير في الهرمونات أثناء الحمل إلى عدم تحمل الكربوهيدرات.
كما هو الحال مع مرضى السكري من النوع ٢، ربما يكون تناول الفاكهة مع الوجبة اختيارًا جيدًا.
ومع ذلك، إذا كنت تواجه مشكلة في التحكم في نسبة السكر في الدم، فقد يساعدك تجنب تناول الفاكهة في الصباح.
يحدث هذا عندما تكون هرمونات الحمل في أعلى مستوياتها، وقد أظهرت الدراسات أن هذا يحدث غالبًا عندما يكون عدم تحمل الكربوهيدرات أكثر حدة في سكري الحمل.
وباختصار
بالنسبة لمعظم الناس، يعد تناول الفاكهة في أي وقت من اليوم أمرًا رائعًا. ومع ذلك، قد يكون التوقيت مهمًا لمرضى السكر أو الأشخاص الذين يرغبون في إنقاص الوزن.
ختامًا
الفاكهة غنية بالمواد المغذية وجزء مهم من النظام الغذائي الصحي.
الادعاءات التي تزعم أن هناك أفضل أو أسوأ وقت لتناول الفاكهة لا أساس لها من الصحة وغير صحيحة. في الحقيقة، هذه القواعد المختلقة تنشر الارتباك والمعلومات المضللة.
بغض النظر عن الوقت من اليوم، فإن تناول الفاكهة هو وسيلة حلوة ولذيذة ومفيدة لفقدان الوزن، وللحصول على الكثير من العناصر الغذائية الصحية لجسمك.
المصادر