إعلان الرئيسية

حمى التيفوئيد: الأعراض والأسباب والعلاج والوقاية

حمى التيفوئيد عدوى بكتيرية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والإسهال والقيء. تسببها بكتيريا السَّلْمونيلَا التيفودية، وتعتبر نادرة الظهور في الدول المتقدمة. لكنها لا تَزال تُشكل خطرًا يُهدد الصحة في الدول النامية، لا سيما بالنسبة للأطفال.

نظرة عامة عن حمى التيفوئيد 

تنتشر حمى التيفوئيد بسهولة من خلال المياه والأغذية الملوثة، وتكون أكثر انتشارًا في الأماكن التي يكون فيها غسل اليدين أقل تكرارًا. 

مع العلاج بالمضادات الحيوية، يتعافى معظم الناس تمامًا في غضون أيام قليلة. لكن حمى التيفوئيد غير المُعالَجة يُمكن أن تؤدي إلى مضاعفاتٍ قد تهدد الحياة.

ووفقًا لأحدث التقديرات لمنظمة الصحة العالمية (التي تم نشرها في عام 2014)، هناك حوالي 21 مليون حالة إصابة بالتيفوئيد وتقع حوالي 222,000 حالة وفاة بسبب مرض التيفوئيد سنويًا في جميع أنحاء العالم.

حقائق سريعة عن التيفوئيد

  • التيفوئيد عدوى بكتيرية شائعة في البلدان ذات الدخل المنخفض.
  • في حالة عدم معالجتها، تكون قاتلة في حوالي 25 % من الحالات.
  • تشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة ومشاكل الجهاز الهضمي.
  • بعض الناس يحملون البكتيريا دون ظهور أعراض.
  • معظم الحالات المُبلغ عنها في الدول المتقدمة تبدأ أثناء السفر في الخارج.
  • العلاج الوحيد للتيفوئيد هو المضادات الحيوية.
  • يُعد المرض مستوطنًا في الهند، وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية والعديد من المناطق الأخرى.
  • وعلى الصعيد العالمي، يُعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمرض، على الرغم من أنهم يُظهرون أعراضًا أخف من البالغين بشكل عام.

وإليك - عزيزي القارئ - تفاصيل ما سبق اختصاره

ما هي عدوى التيفوئيد؟


التيفوئيد عدوى تُسببها بكتيريا تسمى السَّلْمونيلَا التيفودية (Salmonella typhimurium (S. typhi.

تعيش البكتيريا في أمعاء البشر ومجرى دمائهم. تنتشر بين الأفراد عن طريق الأطعمة والأشربة الملوثة من براز شخص مصاب.

لا توجد حيوانات تحمل هذا المرض، لذلك فإن انتقالها دائمًا يكون من إنسان إلى إنسان.

إذا لم يتم علاجها، ما يَقرُب من 1 من كل 5 حالات من التيفوئيد يمكن أن تكون قاتلة، ولكن مع العلاج، أقل من 4 من كل 100 حالة تكون خطيرة.

تدخل السَّلْمونيلَا التيفودية S. typhi عن طريق الفم وتبقى من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع في الأمعاء. بعد ذلك، تشق طريقها من خلال جدار الأمعاء إلى مجرى الدم.

من مجرى الدم، تنتشر في الأنسجة والأعضاء الأخرى. يمكن للجهاز المناعي أن يفعل القليل للرد لأن السَّلْمونيلَا التيفودية S. typhi يمكن أن تعيش داخل خلايا المُضيف بعيدًا عن جهاز المناعة.

كيف يمكن تشخيص حمى التيفوئيد؟ 


يتم تشخيص التيفوئيد من خلال الكشف عن وجود بكتيريا السَّلْمونيلَا التيفودية S. typhi عن طريق عينة الدم أو البول (في الأسبوع الأول) أو البراز(في الأسبوع الثاني) أو النخاع العظمي وعمل مزرعة.

ولأن البكتيريا تنتشر من جدار الأمعاء إلى الدم ومن هناك إلى المرارة وبعدها يتم التخلص منها مع البراز، وهذه العملية قد تأخذ من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من فترة ما بعد الحضانة، فيُفضل أن تكون عينة البراز في الأسبوع الثاني. 

عادةً ما تكون مزرعة نخاع العظم هي الأكثر دقةً في حالة السَّلْمونيلَة التيفية لأنها تُظهر الميكروب حتي ولو كان المريض يأخذ المضادات الحيوية.


وبالرغم من أن المزرعة هي الاختبار الرئيسي المستخدَم في التشخيص، فإننا في بعض الحالات قد نلجأ لفحوصات أخرى لتأكيد الإصابة بحُمَّى تيفويد مُشتبه بها، مثل تحليل الأجسام المضادة لبكتيريا التيفويد أو التحليل المستخدَم للبحث عن الحمض النووي لبكتيريا التيفويد في دمك.

ومن أشهر الاختبارات في الدول النامية لحمى التيفوئيد 
فحص فيدال (Widal test) أحد الفحوصات المستخدمة في تشخيص الإصابة بحمى التيفوئيد،ولا توصي به منظمة الصحة العالمية لقلة دقة وحساسية الفحص في تشخيص حمى التيفوئيد؛ حيث يمكن أن تظهر نتيجة الفحص إيجابية بينما لا يكون الشخص مصاباً بالحمى، إلّا إنَّه الأكثر استخداماً في الدول النامية حيث ما تزال حمى التيفوئيد وباءً منتشراً فيها، لذا تظهر الحاجة للجوء لفحص فيدال وذلك لسرعة وسهولة تنفيذه وتكلفته القليلة.

ما هي أسباب الإصابة المُحتملة بحمى التيفوئيد؟ 


يحدث التيفوئيد بسبب بكتيريا السَّلْمونيلَا التيفودية S. typhi، وتنتشر من خلال الطعام والمشروبات ومياه الشرب الملوَّثة بالبراز المصاب. يمكن لغسل الفواكه والخضروات أن ينشرها إذا تم استخدام المياه الملوثة.


مسار الانتقال الغائطي الفموي

يُصاب غالبية الناس في البلاد المتقدمة بالبكتيريا التيفية أثناء السفر، وينقلونها للآخرين من خلال المسار الغائطي الفموي.

ويعني هذا أن السَّلْمونيلَا التِّيفِيَّة تنتقل في البراز وأحيانًا في بول الأشخاص المصابين. ويمكن أن تُصَاب بالعدوى إذا كنتَ تأكل طعامًا أمسكه شخص مصاب بالحُمَّى التيفية لم يغسل يديه جيدًا بعد دخوله الحمام. يمكنك أيضًا أن تُصاب بالعدوى عن طريق ماء الشرب الملوَّث بالبكتيريا.

بعض الناس يحملون البكتيريا بدون أعراض، مما يعني أنهم يؤوون البكتيريا في الأمعاء أو المرارة لعدة سنوات ولكن لا يعانون من أي آثار سيئة.

يستمر البعض الآخر في إيواء البكتيريا بعد زوال الأعراض. في بعض الأحيان، يمكن أن يظهر المرض مرة أخرى. 

يُسمى هؤلاء الناس بحاملي التيفود المُزمِنين، حيث يلقون البكتيريا في برازهم ويكونون قادرين على إصابة الآخرين، على الرغم من أنهم لم يعد لديهم علامات أو أعراض للمرض.

قد لا يُسمح للأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالإيجاب كناقلون بالعمل مع الأطفال أو كبار السن حتى تظهر الفحوصات الطبية سلبيتهم.

ما هي أعراض حمى التيفوئيد؟ 


تبدأ الأعراض عادةً بين 6 و 30 يومًا بعد التعرض للبكتيريا وتظهر الأعراض تدريجيًا.

من الأعراض الرئيسية للتيفوئيد الحمى والطفح الجلدي. حمى التيفوئيد مرتفعة بشكل خاص، وتتزايد تدريجيًا على مدى عدة أيام تصل إلى 104 درجة فهرنهايت، أو 39 إلى 40 درجة مئوية.

يتكون الطفح الجلدي، الذي لا يؤثر على كل مريض، من بقع وردية اللون، خاصة على الرقبة والبطن.

 المرض المُبكر         الأعراض اللاحقة         
 - حمى تَبدأ منخفضة وتَزداد يوميًّا،
وربما تَرتفع درجة الحرارة لتصل إلى 104.9 فهرنهايت (40.5 درجة مئوية).
- الصداع
- الضَّعف أو الإرهاق
- آلام في العضلات
- التعرُّق
- سعال جاف
- فقد الشهية وفقدان الوزن
- ألم البطن
- إسهال وإمساك
- الطفح الجلدي
- انتفاخ البطن بشكل كبير
إذا لم تتلقى العلاج، فسوف يحدث التالي:
- تشعر بالهذيان.
- ترقد بلا حركة ضعيف القوى وعيناك نصف مغلقة في ما يُعرف باسم حالة التيفويد.

في حالات نادرة، قد تشمل الأعراض الارتباك والإسهال والقيء، ولكن هذا لا يكون شديدًا في العادة.

في الحالات الخطيرة غير المُعالجة، يمكن أن تصبح الأمعاء مثقوبة في الأسبوع الثالث من المرض مما يتسبَّب في تسرُّب محتويات الأمعاء إلى تجويف البطن 
يمكن أن يؤدي هذا إلى التهاب الغشاء البريتوني  Peritonitis ويعرف أيضًا بالتهاب الصفاق  وهو غشاء رقيق يبطن الجدار الداخلي للبطن ويغطي الأعضاء الموجودة داخل البطن الذي عادة ما ينتج عن عدوى بكتيرية أو فطرية، والتي تم الإبلاغ عن أنها مميتة في ما بين 5 و 62 % من الحالات.

ويؤدي ذلك إلى علامات وأعراض مثل آلام شديدة في البطن والغثيان والقيء وعدوى مجرى الدم (تعفن الدم)، وتتطلب العناية الطبية فورًا.

حتى عندما تمر أعراض التيفوئيد، لا يزال من الممكن حمل البكتيريا.

هذا يجعل من الصعب القضاء على المرض، لأن الناقلات التي انتهت أعراضها قد تكون أقل حذراً عند غسل الطعام أو التفاعل مع الآخرين.

يجب على الأشخاص الذين يسافرون في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا والهند على وجه الخصوص توخي الحذر.


وتحدث الإصابة بمرض مماثل بأعراض مشابهة لحمى التيفوئيد ولكن في كثير من الأحيان يكون أقل حدة، وهي حمى الباراتيفوئيد، وتسببها بكتيريا السالمونيلا التيفية A أو B أو C.

وتسمى أيضًا بالحمى نظيرة التيفية (وتُعرف أيضا باسم نظيرة التيفية أو السَّلْمونيلَةُ النَّظيرَةُ التِّيفِيَّة أو التيفوئيد)، تسببها السالمونيلا المعوية.

علاج حمى التيفوئيد 


العلاج الفعّال الوحيد للتيفوئيد هو المضادات الحيوية.

وهناك أكثر من مضاد حيوي يمكن استخدامه:-

  • سيبروفلوكساسين. كثيرًا ما يصف الأطباء هذا الدواء للبالغين غير الحوامل. كما قد يُستخدم دواء مشابه يُسمى أوفلوكساسين. ولسوء الحظ، لم تعد العديد من أنواع بكتيريا السَّلْمونيلَة التيفية حسّاسة للمضادات الحيوية من هذا النوع، وخاصة السلالات المُعدية في جنوب شرق آسيا.
  • أزيثرومايسين. يُستخدم هذا المضاد الحيوي للأشخاص الذين لا يناسبهم تناوُل السيبروفلوكساسين، أو إذا كانت البكتيريا مقاومة.
  • سيفترياكسون. يُستخدم هذا المضاد الحيوي الذي يُعطى عن طريق الحقن في الحالات التي يحدث لها مضاعفات، أو حالات العدوى الخطيرة، وللأشخاص الذين لا يناسبهم تناوُل السيبروفلوكساسين، مثل الأطفال.
قد تُسبب هذه الأدوية حدوث آثار جانبية، ويمكن أن يؤدي استخدامها على المدى الطويل إلى نشوء سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.

بالإضافة للمضادات الحيوية، من المهم إعادة الترطيب بشرب كمية كافية من الماء.
لأن هذا يساعد في منع حدوث جفاف نتيجة للإصابة بحُمّى لفترة طويلة، والإسهال. في حال إصابتكَ بجفاف شديد، فقد تحتاج إلى الحصول على سوائل وريدية (من خلال الوريد).

في الحالات الأكثر شدة، حيث يصبح الأمعاء مثقوبة، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية.

مقاومة المضادات الحيوية التيفوئيد



في الماضي، كان الدواء المثالي هو الكلورامفينيكول. لم يَعُد الأطباء يستخدمونه بشكل شائع، بسبب الآثار الجانبية، وارتفاع معدل تدهور الصحة بعد فترة من التحسُّن (الانتكاس) والمقاومة البكتيرية واسعة النطاق.

كما هو الحال مع عدد من الأمراض البكتيرية الأخرى، هناك قلق حاليًا بشأن المقاومة المتزايدة للمضادات الحيوية ضد  السَّلْمونيلَا التيفودية S. typhi.

هذا يؤثر على اختيار الأدوية المتاحة لعلاج التيفوئيد. في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، أصبح التيفود مقاومًا لثلاثي ميثوبريم-سلفاميثوكسازول وأمبيسيلين.

سيبروفلوكساسين، أحد الأدوية الرئيسية للتيفوئيد، يعاني أيضًا من صعوبات مماثلة. وجدت بعض الدراسات أن معدلات مقاومة السالمونيلا لمرض التيفوريوم تبلغ حوالي 35 %.

ما هي طرق الوقاية من حمى التيفوئيد؟ 


  • اغسل يديك. غسل اليدين المتكرر بالصَّابون والماء الساخن لمدة 30 ثانية على الأقل هو الطريقة المُثلى لمكافحة العدوى من أي نوع. فاغسلْ يديك قبل تناول الطعام أو تحضيره، وبعد استخدام المرحاض. واستعمل مُعقِّم اليدين الكحولي الذي يحتوي على الأقل 60% كحول لعدة مرات في حالة عدم توافر الماء والصابون، ولا تلمس وجهك إلا إذا غسلت يديك فقط.
  • تجنَّبْ شرب المياه غير المُعالَجة(مياه الصنبور). تمثِّل مياه الشرب الملوَّثة مشكلة، خاصةً في المناطق التي تستوطن بها الحُمَّى التيفية. لذلك، لا تشربْ إلا المياه المعبَّأة في زجاجات، أو المشروبات المعبأة في زجاجات. والمياه المعبأة المكربنة أكثر أمانًا من المياه المعبأة غير المكربنة. يجب غلي الماء غير المعبأ لمدة دقيقة واحدة قبل الشرب، ومن الآمن شرب الحليب المبستر والشاي الساخن والقهوة الساخنة.
  • تجنَّب تناول الفاكهة والخضراوات النيئة. لأن الفاكهة والخضراوات النيئة قد تكون مغسولة بمياه ملوثة، فَلْتتجنَّب أيضًا الفواكه والخضروات التي لا تُقشَّر وخصوصًا الخس. ولتصبح في أمانٍ تام، قد تحتاج إلى تجنُّب الأطعمة النيئة تمامًا.
  • تناول الأطعمة الساخنة. تجنَّب الأطعمة المُخزَّنة أو المقدَّمة في درجة حرارة الغرفة. فالأطعمة الساخنة لدرجةِ انبعاثِ البخار هي الأفضل. ومع أنَّه ليس هناك ما يضمن سلامة الوجبات المقدَّمة في أرقى المطاعم، فمن الأفضل تجنُّب الطعام المقدَّم من الباعة الجائلين؛ لأنه من المرجَّح أن يكون ملوَّثًا.

ما هي تطعيمات أو لقاحات حمى التيفوئيد؟


قبل السفر إلى منطقة عالية الخطورة، يُوصى بالتطعيم ضد حمى التيفوئيد.

يمكن تحقيق ذلك عن طريق الأدوية الفموية أو عن طريق الحقن لمرة واحدة:

ويوجد ثلاثة أنواع من التطعيمات:-
  • عن طريق الفم: جرعة تتكون من 4 أقراص، يتم تناول قرص واحد كل يوم، وآخرها قبل السفر بأسبوع.

ويسمى بلقاح الحمى التيفوئيدية الموَهَّن الحي Ty21a الذي يؤخذ عن طريق الفم ومناسب للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات.
  • عن طريق الحقن: جرعة واحدة على الأقل قبل السفر بأسبوع واحد.
ويُسمى بلقاح متعدد السكاريد قائم على المستضد السادس النقي يتم تناوله عن طريق الحقن (المعروف باسم لقاح Vi-PS) للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين عامين فأكثر.
  • لقاح التيفوئيد المتقارن (TCV): صُدق عليه في الهند في 2012. وفي أواخر 2017 وافقت منظمة الصحة العالمية عليه. يمكن إعطاء حقنة واحدة من اللقاح لأشخاص ما بين 6 أشهر من العمر و45 سنة.

يستخدم هذا اللقاح في مناطق توطن المرض، وفي حملات التلقيح الجماعي في حال انتشار الوباء أو سياق الطوارئ الإنسانية، بناءا على تقييم المخاطر.

توصي به منظمة الصحة العالمية ,في 2018 وذلك لقدرته على التأثير الطويل الأمد،  وأيضا لإمكانية استعماله حتى للأطفال الصغار.
  • اللقاحات ليست فعالة بنسبة 100٪ ، ويجب توخي الحذر عند تناول الطعام والشراب أيضًا.
  • لا ينبغي أن يبدأ التطعيم إذا كان الفرد مريضًا حاليًا. 
  • لا ينبغي لأي شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية أن يأخذ الجرعة الفموية.
  • قد يكون لللقاح آثار ضارة حيث يعاني 1% من الأشخاص من الحمى.
  • بعد لقاح الفم، قد تكون هناك مشاكل في الجهاز الهضمي مع الصداع. ومع ذلك، فإن الآثار الجانبية الشديدة نادرة مع أي لقاح.



المصادر 
WHO - 2
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق