إعلان الرئيسية


أفضل نظام غذائي لمرض النقرس



النقرس هو نوع من التهاب المفاصل. يؤثر على العديد من الأشخاص. 

يعاني الأشخاص المصابون بالنقرس من نوبات مفاجئة وشديدة من الألم والتورم والتهاب المفاصل.


لحسن الحظ، يمكن السيطرة على النقرس بالأدوية، واتباع نظام غذائي صديق لمرض النقرس وتغيير نمط الحياة.

نستعرض في هذا المقال أفضل نظام غذائي لمرض النقرس والأطعمة التي يجب تجنبها، وكذلك الأطعمة التي يُسمح بتناولها والكميات المُوصى بها.


ما هو النقرس؟


النقرس هو نوع من التهاب المفاصل يتضمن ألمًا مفاجئًا وتورمًا والتهابًا في المفاصل.

ما يَقرُب من نصف حالات النقرس تؤثر على أصابع القدم الكبيرة، بينما تؤثر الحالات الأخرى على الأصابع والمعصمين والركبتين والكعب.

غالبًا ما يؤثر النقرس على إصبع القدم الكبير، وحتى وزن البطانية يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا. بدون علاج، يمكن أن ينتشر النقرس إلى مفاصل أخرى في الجسم، في كل من الأطراف العلوية والسفلية.

تحدث أعراض النقرس أو "نوبات" عندما يكون هناك الكثير من حمض البوليك أو اليوريك في الدم.

عندما تكون مستويات حمض اليوريك مرتفعة، يمكن أن تتراكم بلورات منه في مفاصلك، مما يُسبب تورمًا والتهابًا وألمًا شديدًا بالمفاصل.

تحدث نوبات النقرس عادةً في الليل وتستمر من ٣ إلى ١٠ أيام.

يعاني معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة من هذه الأعراض لأن أجسامهم لا تستطيع إزالة حمض البوليك الزائد بكفاءة، مما يسمح لحمض اليوريك بالتراكم والتبلور والاستقرار في المفاصل.

هناك بعض الأشخاص الآخرين مصابون بالنقرس لأن جسمهم يصنع الكثير من حمض اليوريك بسبب الجينات أو نظامهم الغذائي.

يصيب النقرس الرجال بشكل شائع، ولكنه قد يصيب النساء أيضًا بعد سن الستين.

كيف يؤثر الغذاء على النقرس؟


إذا كنت مصابًا بالنقرس، فقد تؤدي بعض الأطعمة إلى حدوث نوبة من خلال رفع مستويات حمض البوليك.

عادةً ما تكون الأطعمة المحفزة للأعراض عالية في البيورينات Purines، وهي مادة توجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة. عندما تهضم البيورينات، فإن جسمك يصنع حمض البوليك كمنتجات ثانوية لعملية الهضم.

لا يشكل ذلك قلقًا للأشخاص الأصحاء، لأنهم يُزيلون بكفاءة حمض البوليك الزائد من الجسم.

ومع ذلك، لا يستطيع الأشخاص المصابون بالنقرس إزالة حمض البوليك الزائد بكفاءة. وبالتالي، فإن تناول نظام غذائي عالي البيورين قد يسمح بتراكم حمض اليوريك ويُسبب نوبات النقرس.

لحسن الحظ، تُظهر الأبحاث أن تقييد الأطعمة عالية البيورين وتناول الأدوية المناسبة يمكن أن يمنع نوبات النقرس.

تشمل الأطعمة التي تُسبب نوبات النقرس عادةً لحوم الأعضاء كالكبدة والكلاوي واللحوم الحمراء وبعض المأكولات البحرية والكحول والبيرة حيث تحتوي تلك الأنواع على كمية معتدلة إلى عالية من البيورينات.

ومع ذلك، هناك استثناء واحد لهذه القاعدة. تُظهر الأبحاث أن الخضروات عالية البيورينات لا تؤدي إلى نوبات النقرس.

ومن المثير للاهتمام أن الفركتوز والمشروبات المحلاة بالسكر يمكن أن تُزيد من خطر الإصابة بنوبات النقرس، على الرغم من أنها ليست غنية بالبيورين.

بدلاً من ذلك، قد ترفع مستويات حمض اليوريك عن طريق تسريع العديد من العمليات الخلوية.

على سبيل المثال، وجدت دراسة شملت أكثر من ١٢٥٠٠٠ مشارك أن الأشخاص الذين استهلكوا الفركتوز لديهم مخاطر أعلى بنسبة ٦٢٪ للإصابة بالنقرس.

من ناحية أخرى، تُظهر الأبحاث أن منتجات الألبان قليلة الدسم ومنتجات الصويا ومكملات فيتامين سي قد تساعد في منع نوبات النقرس عن طريق تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم.

لا يبدو أن منتجات الألبان كاملة الدسم وعالية الدسم تؤثر على مستويات حمض البوليك.

فهم البيورينات


البيورينات هي مركبات كيميائية تتحلل إلى حمض البوليك عند استقلابها. يصنع الجسم البيورينات أو تدخل جسمك من خلال الأطعمة التي تتناولها.

طبيعيًا، تتحلل البيورينات إلى حمض البوليك، ثم يذوب حمض البوليك في الدم ويمر عبر الكلى في البول، ثم يُطرد من الجسم. 

تحدث المضاعفات عندما لا تتخلص الكلى من حمض البوليك بالسرعة الكافية أو في حالة زيادة إنتاج حمض البوليك. تتراكم هذه المستويات المرتفعة في الدم، مما يؤدي إلى ما يُعرف بفرط حمض يوريك الدم.

على الرغم من عدم تصنيف ذلك على أنه مرض، إلا أن فرط حمض اليوريك في الدم يمكن أن يكون خطيرًا إذا أدى إلى تكوين بلورات حمض اليوريك، وعندما تتراكم هذه البلورات حول المفاصل، يتطور مرض النقرس. 

ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها؟


إذا كنت عرضة لهجمات النقرس المفاجئة، فتجنب المذنبين الرئيسيين 
  • الأطعمة عالية البيورين(التي تحتوي على أكثر من ١٥٠ - ٢٠٠ مجم من البيورينات لكل ١٠٠ جرام).
  • يجب أيضًا تجنُّب الأطعمة عالية الفركتوز.
فيما يلي بعض الأطعمة الرئيسية التي تحتوي على نسبة عالية من البيورين، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البيورين بشكل معتدل، والأطعمة عالية الفركتوز التي يجب تجنبها:
  • جميع لحوم الأعضاء: وتشمل الكبد والكلى وبنكرياس العجل والمخ
  • لحوم الطرائد: تشمل الأمثلة الدراج ولحم العجل(البتلو) ولحم الغزال
  • الأسماك: الرنجة والسلمون المرقط والماكريل والتونة والسردين والأنشوجة والحَدُّوق وغيرها.
  • المأكولات البحرية الأخرى: الإسكالوب(المحار المروحي)، السلطعون(السرطان)، الجمبري والبطارخ
  • المشروبات السكرية: خاصة عصائر الفاكهة والمشروبات الغازية السكرية
لأنها مركزة بالفركتوز والسكر المحتوي على الجلوكوز.

ستحتاج أيضًا إلى أن تضع في اعتبارك أن شراب الذرة عالي الفركتوز يحتوي على مزيج من الفركتوز والجلوكوز، عادةً بنسبة ٥٥ % من الفركتوز و ٤٢ % من الجلوكوز.

يتم امتصاص الفركتوز من السكر المكرر في العصير أو الأطعمة الأخرى بشكل أسرع من السكر من الأطعمة التي تحتوي على مزيج طبيعي والتي يحتاج فيها إلى تفتيت في جسمك. يؤدي امتصاص السكريات المكررة بشكل أسرع إلى زيادة مستويات السكر في الدم ويؤدي أيضًا إلى ارتفاع كميات حمض البوليك.
  • السكريات المضافة: العسل، رحيق الصبار وشراب الذرة عالي الفركتوز
  • الخميرة: الخميرة الغذائية وخميرة البيرة ومكملات الخميرة الأخرى
بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والكعك والبسكويت. على الرغم من أنها لا تحتوي على نسبة عالية من البيورينات أو الفركتوز، إلا أنها منخفضة في العناصر الغذائية وقد ترفع مستويات حمض البوليك.

ما هي الأطعمة التي يُسمح بتناولها؟


على الرغم من أن النظام الغذائي الصديق لمرض النقرس يقضي على العديد من الأطعمة، فلا يزال هناك الكثير من الأطعمة منخفضة البيورين التي يمكنك الاستمتاع بها.

تعتبر الأطعمة منخفضة البيورين عندما تحتوي على أقل من ١٠٠ مجم من البيورينات لكل (١٠٠ جرام).

فيما يلي بعض الأطعمة منخفضة البيورين والتي تعتبر آمنة بشكل عام للأشخاص الذين يعانون من النقرس:
  • الفواكه: جميع الفواكه مناسبة بشكل عام لمرض النقرس، وخاصة الكرز الذي قد يساعد في منع الهجمات عن طريق خفض مستويات حمض اليوريك وتقليل الالتهاب.
  • الخضار: جميع الخضروات جيدة، بما في ذلك البطاطس والبازلاء والفطر والباذنجان والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة.
  • البقوليات: جميع البقوليات جيدة، بما في ذلك العدس والفول وفول الصويا والتوفو.
  • المكسرات: جميع المكسرات والبذور.
  • الحبوب الكاملة: وتشمل الشوفان والأرز البني والشعير.
  • منتجات الألبان: جميع منتجات الألبان آمنة، ولكن يبدو أن منتجات الألبان قليلة الدسم مفيدة بشكل خاص.
  • البيض
  • المشروبات: القهوة والشاي والشاي الأخضر.
  • الأعشاب والبهارات: جميع الأعشاب والبهارات.
  • الزيوت النباتية: وتشمل زيوت الكانولا وجوز الهند والزيتون والكتان.

الأطعمة التي يمكنك تناولها باعتدال


بصرف النظر عن لحوم الأعضاء ولحوم الطرائد وأنواع معينة من الأسماك، يمكن تناول معظم اللحوم باعتدال. يجب أن تقصر نفسك على  (١١٥-١٧٠ جرامًا) منها بضع مرات في الأسبوع.

تحتوي قطعة من اللحوم ١٠٠ جرام على حوالي ١٠٠ - ٢٠٠ مجم من الببورينات، وهي كمية معتدلة، ولكن تناول الكثير منها يؤدي إلى نوبة النقرس.
  • اللحوم: وتشمل الدجاج ولحم البقر ولحم الخنزير والضأن.
  • الأسماك الأخرى: يحتوي السلمون الطازج أو المعلب بشكل عام على مستويات أقل من البيورينات مقارنة بمعظم الأسماك الأخرى.

تغييرات نمط الحياة الأخرى التي يمكنك إجراؤها


بصرف النظر عن نظامك الغذائي، هناك العديد من التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعدك على تقليل خطر الإصابة بالنقرس ونوبات النقرس.
  • فقدان الوزن إذا كنت تعاني من الوزن الزائد 
إذا كنت مصابًا بالنقرس، فقد يؤدي حمل الوزن الزائد إلى زيادة خطر الإصابة بنوبات النقرس.

وذلك لأن الوزن الزائد يمكن أن يجعلك أكثر مقاومة للأنسولين، فلا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل صحيح لإزالة السكر من الدم. تعمل مقاومة الأنسولين أيضًا على تعزيز مستويات حمض البوليك المرتفعة. 

أيضًا تُنتج الخلايا الدهنية حمض البوليك أكثر من الخلايا العضلية. بالإضافة إلى ذلك ، فإن حمل أوزان زائدة يجعل من الصعب على كليتيك تصفية حمض البوليك بكفاءة.

تُظهر الأبحاث أن فقدان الوزن يمكن أن يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين وخفض مستويات حمض البوليك. 

ومع ذلك، تجنب اتباع نظام غذائي قاسي - أي محاولة فقدان الوزن بسرعة كبيرة عن طريق الحميات القاسية، لأن ذلك قد يُزيد من خطر نوبات النقرس. 
  • تمرن أكثر
التمرين المنتظم هو طريقة أخرى للوقاية من نوبات النقرس.

لا تساعدك التمارين الرياضية في الحفاظ على وزن صحي فحسب، بل يمكنها أيضًا الحفاظ على مستويات حمض البوليك منخفضة. 

وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على ٢٢٨ رجلاً أن أولئك الذين ركضوا أكثر من (٨ كم) ٥ أميال يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالنقرس بنسبة ٥٠٪. كان هذا أيضًا بسبب حمل وزن أقل.
  • حافظ على رطوبتك
يمكن أن يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم في تقليل خطر الإصابة بنوبات النقرس.

وذلك لأن تناول كمية كافية من الماء يساعد الجسم على التخلص من حمض البوليك الزائد من الدم، وطرده في البول.

إذا كنت تمارس الرياضة كثيرًا، فمن المهم أن تظل رطبًا، لأنك قد تفقد الكثير من الماء من خلال العرق.
  • تجنب تناول الكحول
يُعدُّ الكحول سببًا شائعًا لهجمات النقرس.

وذلك لأن الجسم قد يعطي الأولوية لإزالة الكحول على إزالة حمض البوليك، مما يسمح  بتراكم حمض البوليك وتشكيل البلورات. 

وجدت إحدى الدراسات التي شملت ٧٢٤ شخصًا أن شرب النبيذ أو البيرة أو المشروبات الكحولية يُزيد من خطر الإصابة بنوبات النقرس حيث أدى تناول مشروب واحد إلى مشروبين في اليوم إلى زيادة المخاطر بنسبة ٣٦٪ ، وزاد من ٢ إلى ٤ مشروبات يوميًا بنسبة ٥١٪.
  • راجع مع طبيبك الأدوية والمكملات الغذائية الخاصة بك
يمكن أن تسبب بعض الأدوية والمكملات أيضًا تراكم حمض البوليك في الدم. وتشمل هذه:
  • أسبرين
  • فيتامين ب٣ (النياسين)
  • مدرات البول
  • الأدوية المثبطة للمناعة
  • أدوية العلاج الكيميائي
إذا كنت بحاجة إلى تناول أي من هذه الأدوية وكنت مصابًا بفرط حمض يوريك الدم، فيمكن أن يعمل طبيبك معك لاكتشاف بديل جيد.

قد تحتاج إلى متابعة نسبة الحديد في جسمك لأن معظم الحديد النشط بيولوجيًا يأتي من المصادر الحيوانية التي تم تجنبها أو تناولها باعتدال.
  • جرب مكملات فيتامين ج(سي) الغذائية 
تُشير الأبحاث إلى أن مكملات فيتامين ج قد تساعد في منع نوبات النقرس عن طريق خفض مستويات حمض البوليك. 

يبدو أن فيتامين سي يفعل ذلك من خلال مساعدة الكلى على إزالة المزيد من حمض البوليك في البول. 

ومع ذلك، وجدت إحدى الدراسات أن مكملات فيتامين سي ليس لها أي تأثير على النقرس.

يُعدُّ البحث عن مكملات فيتامين سي الخاصة بالنقرس أمرًا جديدًا، لذا هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل التوصل إلى استنتاجات قوية.
  • رفع القدمين ووضع الثلج 
قد يخفف ذلك من الالتهاب والألم. ارفع القدم بحيث تكون أعلى من الصدر، واستخدم كيس ثلج وضعه على إصبع القدم لمدة ٢٠ - ٣٠ دقيقة، عدّة مرات في اليوم.
  • قد يساعدك تناول القهوة 
وجدت مراجعة منهجية، نُشرت في عام ٢٠١٦، دليلاً على أن القهوة قد تقلل من خطر الإصابة بالنقرس.
  • الصيام والنقرس
يصوم بعض الناس لتخفيف النقرس. ومع ذلك، لاحظت مؤسسة التهاب المفاصل أن الصيام قد يؤدي إلى ظهور أعراض النقرس إذا أصيب الصائم بالجفاف، لذلك يجب على الأشخاص المصابين بالنقرس اتخاذ احتياطات خاصة عند الصيام والحفاظ على شرب كمية كافية من السوائل.

قارنت دراسة أجريت عام ٢٠١٤ بين الأشخاص الذين صاموا ومَن لم يصوموا خلال شهر رمضان. لم تجد الدراسة أن الأشخاص الذين صاموا عانوا من نوبات النقرس أو مستويات حمض البوليك أعلى من المشاركين غير الصائمين.

ختامًا 

النقرس هو نوع من التهاب المفاصل يتضمن ألمًا مفاجئًا وتورمًا والتهابًا في المفاصل.

لحسن الحظ، يمكن لنظام غذائي صديق لمرض النقرس أن يساعد في تخفيف أعراضه.

تشمل الأطعمة والمشروبات التي غالبًا ما تؤدي إلى نوبات النقرس لحوم الأعضاء ولحوم الطرائد وبعض أنواع الأسماك وعصير الفاكهة والمشروبات الغازية السكرية والكحول.

من ناحية أخرى، قد تساعد الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الصويا ومنتجات الألبان قليلة الدسم في منع نوبات النقرس عن طريق خفض مستويات حمض اليوريك.

تشمل بعض التغييرات الأخرى في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في منع نوبات النقرس الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة والبقاء رطبًا وتقليل شرب الكحوليات وربما تناول مكملات فيتامين سي.

المصادر 
تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. ربنا يعافي كل مريض يتألم اللهم ارفع عنا الحزن والهم والوباء عن جميع العالم يا رب العالمين

    ردحذف