إعلان الرئيسية

لقاح أكسفورد أسترازينيكا: ما تحتاج معرفته


اشتركت جامعة أكسفورد الإنجليزية مع شركة أسترازينيكا البريطانية السويدية لتطوير لقاح لفيروس كورونا يُعرف باسم 
لقاح أسترازينيكا ـ أكسفورد، كما يُعرف أيضًا باسم فاكسيفريا Vaxzevria.

أظهرت تجربة سريرية كبيرة أن هذا اللقاح يوفر حماية قوية، مع فعالية قد تصل لـ 76%، وقد سمحت عشرات الدول باستخدام اللقاح.

في هذا المقال نتعرف على كيفية عمل اللقاح وآثاره الجانبية.

كيف يعمل لقاح أكسفورد أسترازينيكا؟


فيروس كورونا مليء بالبروتينات التي يستخدمها لدخول الخلايا البشرية، ومن أهم هذه البروتينات Spike proteins أو بروتينات السنبلة، والتي تُشكل هدفًا مُغريًا لللقاحات والعلاجات المحتملة.

استخرج الباحثون الجين المسئول عن إنتاج هذه البروتينات من فيروس كورونا، وأضافوه إلى نسخة معدلة من فيروس غدي يُصيب الشمبانزي معروف باسم ChAdOx1، حيث يمكنه دخول الخلايا، لكن لا يمكنه التكاثر داخلها.

الفيروسات الغدية فيروسات شائعة تُسبب عادةً نزلات البرد أو أعراض تُشبه أعراض الأنفلونزا.
لقاح أكسفورد أسترازينيكا

يأتي استخدام الفيروسات الغدية نتيجة عقود من البحث حيث تمت الموافقة على أول لقاح للاستخدام العام من هذا النوع لفيروس إيبولا، من إنتاج شركة جونسون آند جونسون الأمريكية، وهناك تجارب سريرية متقدمة جارية لأمراض أخرى، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، وفيروس زيكا.

لقاح لقاح أسترازينيكا ـ أكسفورد لـفيروس كورونا أكثر ثباتًا من لقاحات الحمض النووي الرسول mRNA المُنتَجة من شركتي فايزر Pfizer وموديرنا Moderna، فالحمض النووي ليس هشًا مثل الحمض النووي الريبيmRNA، كما يساعد الغلاف البروتيني القوي للفيروس الغدي على حماية المادة الجينية بالداخل. نتيجة لذلك، لا يحتاج لقاح أكسفورد أسترازينيكا درجات حرارة منخفضة جدًا لحفظه، لذلك يُحفظ في درجة حرارة تتراوح ما بين 2 و 8 درجة مئوية مثل لقاح سينوفارم الصيني.


بعد حقن اللقاح في ذراع الشخص، تصطدم الفيروسات الغُدّية(التي تحتوي على جين بروتينات السنبلة من فيروس كورونا) بالخلايا وتلتصق بالبروتينات الموجودة على سطحها. تبتلع الخلية الفيروس في فقاعة وتسحبها إلى داخل الخلية. بمجرد دخول الفيروس الغُدّي، يهرب من الفقاعة ويدخل النواة، حيث يتم تخزين الحمض النووي للخلية.
لقاح أكسفورد أسترازينيكا

يدفع الفيروس الغدي حمضه النووي إلى النواة. صُمم الفيروس الغدي بحيث لا يمكنه عمل نسخ من نفسه، ولكن يمكن للخلية قراءة الجين الخاص ببروتينات السنبلة ونسخه في جزيء يسمى messenger RNA أو mRNA.

يترك mRNA النواة، وتقرأ جزيئات الخلية تسلسله وتبدأ في إنتاج وتجميع بروتينات السنبلة.

بعدها يبدأ الجهاز المناعي بالتعرف على هذه البروتينات وتكوين أجسام مضادة لها، وبذلك يكون الجهاز المناعي جاهزًا لفيروس كورونا الحقيقي بعد ذلك.

لقاح أكسفورد

لا يمكن أن يسبب بروتين السنبلة " Spike protein "بمفرده الإصابة بفيروس كورونا. يتعرف الجهاز المناعي على بروتينات السنبلة "Spike "التي ينتجها جسم الشخص الذي يتلقى اللقاح بوصفها بروتينات غريبة؛ نتيجة لذلك، يقوم الجسم بإنتاج الأجسام المضادة والخلايا المناعية المضادة لبروتين السنبلة "Spike "الخاص بالفيروس. ويخلق ذلك استجابة مناعية وقائية.

الآثار الجانبية للقاح أكسفورد أسترازينيكا


قد يتسبب هذا اللقاح في بعض الآثار الجانبية الخفيفة إلى المتوسطة التي غالبًا ما يواجهها الأشخاص بعد أي تطعيم. ومع ذلك، هناك أيضًا بعض الخلافات الحديثة حول حوادث تخثر دم نادرة مرتبطة بهذا اللقاح.


وفقًا لتحليل شركة أسترازينيكا AstraZeneca الأولي لبيانات المرحلة 3 التجريبية يتمتع اللقاح بمعدل فعالية 76٪ بعد جرعتين.

الآثار الجانبية الشائعة للقاح أكسفورد أسترازينيكا


تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا أعراضًا خفيفة إلى متوسطة لواحد أو أكثر مما يلي:

  • صداع (52.6٪).
  • التعب (53.1٪).
  • آلام العضلات أو المفاصل (44٪ أو 26.4٪).
  • حمى (33.6٪)
  • قشعريرة (31.9٪).
  • الغثيان (21.9٪).
تستند النسب المئوية إلى تقارير من أربع تجارب سريرية مع إجمالي 23745 مشاركًا.

أفاد الأفراد أيضًا بشكل شائع عن الألم والتهيج في موقع حقن اللقاح.

بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث رد فعل تحسسي تجاه مكونات معينة في اللقاح. قد تشمل أعراض رد الفعل التحسسي والطفح الجلدي والتورم وأعراض الجهاز التنفسي.

كانت هناك أيضًا حالات قليلة من الحساسية المفرطة، والتي تُشير إلى رد فعل تحسسي شديد وربما يهدد الحياة. ومع ذلك، فإن الحساسية المفرطة حدث نادر جدًا.

وفقًا لوكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA)، من بين 19.5 مليون جرعة من Vaxzevria، ارتبطت 455 (0.002٪) فقط برد فعل سلبي مرتبط بالحساسية المفرطة.

جدل حول جلطات الدم ولقاح أكسفورد أسترازينيكا


في أوائل مارس 2021، أوقفت هيئة الصحة الدنماركية التطعيم بهذا اللقاح بعد تقارير عن حالات شديدة من جلطات الدم.

أشارت وكالة الأدوية الأوروبية إلى حدوث 30 حالة جلطات دموية، بعد تناول لقاح Vaxzevria لحوالي 5 ملايين شخص في المنطقة الاقتصادية الأوروبية، وشمل ذلك حالة واحدة مميتة في الدنمارك.

لاحظت وكالة الأدوية الأوروبية أيضًا حالات تجلط الدم جنبًا إلى جنب مع قلة الصفيحات الدموية، كما رصدت أنواعًا متعددة من الخثار، بما في ذلك حالات غير عادية من تجلط الجيوب الأنفية الوريدي الدماغي، وهو أمر نادر الحدوث لجلطات الدم في الدماغ.

بعد ذلك، خلصت لجنة تقييم السلامة التابعة لـ وكالة الأدوية الأوروبية في 7 أبريل 2021، إلى أنه يجب إدراج جلطات الدم غير العادية مع انخفاض الصفائح الدموية على أنها آثار جانبية نادرة جدًا لـ للقاح، مما يشير إلى وجود صلة سببية محتملة.

ومع ذلك، ترى وكالة الأدوية الأوروبية أن فوائد اللقاح تفوق مخاطره من خلال منع عدوى كورونا.

وفقًا لـلوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، في المملكة المتحدة، كان هناك 79 تقريرًا عن حالات تخثر الدم مع مستويات منخفضة من الصفائح الدموية اعتبارًا من 31 مارس. حدثت جميع هذه الحالات بعد إعطاء الجرعة الأولى، وكانت 19 حالة قاتلة.

من بين 79 حالة، حدثت 51 حالة في النساء، وحدث معظمها في مَن تقل أعمارهن عن 50 عامًا. ومع ذلك، أشارت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية إلى أن عدد النساء اللائي تلقين Vaxzevria أكبر من عدد الرجال.

على الرغم من أن الهيئات التنظيمية لم تُدرج عوامل الخطر المحددة لتخثر الدم، فإن وكالة الأدوية الأوروبية تشير إلى أن الحوادث المجمعة لجلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية قد تكون نوعًا من الاستجابة المناعية.
  • أكثر من 900 مليون جرعة جرى توزيعها في جميع أنحاء العالم حتى أواخر أبريل الماضي، كما أن اللقاح فعّال للغاية في الوقاية من الإصابة الشديدة والمضاعفات طويلة الأمد والوفاة بسبب كوفيد-19.
  • يمنع اللقاح خطر الإصابة الشديدة بسبب بعض السلالات المتحورة لفيروس كورونا، وقد تحدث آثارًا جانبية نادرة جدًا (تجلط الدم مع انخفاض الصفائح الدموية) بعد الجرعة الأولى.
  • تحدث هذه الآثار الجانبية لدى 4-6 أشخاص من كل مليون شخص، وهي أقل احتمالًا عند كبار السن، مع العلم أن خطر تجلط الدم بسبب الإصابة بكورونا أكبر بكثير من خطر الجلطات الناتجة عن اللقاح.
لذلك تنصح الهيئات التنظيمية الأفراد والمتخصصين في الرعاية الصحية على حد سواء بمراعاة أعراض الجلطة لضمان الكشف الفوري والعلاج.

تتضمن بعض الأعراض المتعلقة بأحداث الجلطات الدموية أو الخثار ما يلي:

  • ضيق في التنفس
  • ألم في الصدر
  • تورم في الساق
  • وجع في البطن
  • أعراض عصبية، بما في ذلك الصداع وعدم وضوح الرؤية
  • بقع دموية صغيرة تحت الجلد خارج موقع حقن اللقاح
إذا ظهرت هذه الأعراض على مَن تناول لقاح أسترازينيكا أكسفورد، عليه مراجعة الطبيب.

ماذا لو كنت معرضاً بالفعل لخطر الإصابة بجلطات الدم؟


تُعدُّ الجلطات الدموية شائعة، وهناك عدد كبير من السكان أكثر عُرضة لها نتيجة لبعض الأمراض أو الوراثة أو نمط الحياة أو الأدوية.

ولكن الجلطات الدموية التي تعتبرها الهيئات الصحية نادرة هي حالات التخثر الشديدة المحددة حول الدماغ والبطن، والتي يصاحبها انخفاض في عدد الصفائح الدموية، وهي تُعدُّ حالات نادرة الحدوث لأن الصفائح الدموية عادة تساعد على تجلط الدم في الجسم لوقف النزيف. وعلى سبيل المثال، عادة ما يكون تعداد الصفائح الدموية المرتفع والتخثر الحاد متلازمين.

في المملكة المتحدة، قال المنظمون إنه كإجراء احترازي، يجب إعطاء اللقاح للأشخاص "من أي فئة عمرية معرضون لخطر الإصابة بجلطات الدم بسبب حالتهم الطبية" فقط إذا كانت فوائد الحماية من عدوى كوفيد-19 تفوق المخاطر المحتملة".

ويُنصح بالفعل بضرورة التحدث إلى الطبيب قبل الحصول على لقاح أسترازينيكا إذا كان الشخص يعاني مشاكل في النزيف أو الكدمات، أو إذا كانوا يتناولون أدوية ترقق الدم.

هل ما زال لقاح أكسفورد أسترازينيكا آمناً؟


لم يتغير الاستنتاج السائد بأن اللقاح ينقذ أرواحاً أكثر مما يعرضها للخطر، رغم حدوث الجلطات الدموية، فالحالات المُبلَغ عنها من جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية نادرة للغاية، والفوائد الإجمالية للقاح في الوقاية من كوفيد-19 تفوق مخاطر الآثار الجانبية.

يُقدر تحليل للصحة العامة في إنجلترا أن جرعة واحدة من لقاح "أسترازينيكا" خفضت من خطر دخول المستشفى من "كوفيد-19" بنسبة أكثر من 80% لدى الأشخاص الأكبر من 80 عاماً، وأعطت نسبة 73% حماية ضد أعراض المرض، وفقاً لبيانات الوكالة الشهر الماضي.

إذا تلقيت جرعة أولى، هل يجب أن تحصل على جرعة ثانية من لقاح أكسفورد أسترازينيكا؟

ما لم تكن قد عانيت من تجلط الدم بعد أول جرعة من لقاح "أكسفورد أسترازينيكا"، فيجب عليك الحصول على الجرعة الثانية.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق