غذاء ملكات النحل أو الرويال جيلي (Royal Jelly) مادة ذات قوام كريمي يُنتجها نحل العسل لإطعام ملكة النحل وصغارها.
تُستخلص هذه المادة، وتُباع بشكلٍ كبير كمكمل غذائي لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض الجسدية والأمراض المزمنة.
فوائد غذاء ملكات النحل
يشرح هذا المقال فوائد غذاء ملكات النحل الصحية المحتملة والدراسات التي تُثبت ذلك، كما يوضح جرعات غذاء ملكات النحل وهل له آثار جانبية.
فيما يلي فوائد غذاء ملكات النحل غذاء ملكات النحل
فوائد غذاء ملكات النحل
- يحتوي غذاء ملكات النحل على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية
يتكون غذاء ملكات النحل من الماء والكربوهيدرات والبروتين والدهون.
التركيب الكيميائي الكامل للغذاء الملكي غير معروف، ولكن يُعتقد أن آثاره الإيجابية على الصحة تنبع من البروتينات الفريدة والأحماض الدهنية.
يشمل التركيب الكيميائي لغذاء ملكات النحل:
- تسعة بروتينات سكرية تُعرف مجتمعة باسم بروتينات غذاء ملكات النحل الرئيسية Major Royal Jelly Proteins (MRJPs).
- اثنين من الأحماض الدهنية، حمض ترانس -10-هيدروكسي-2-ديسينويك trans-10-Hydroxy-2-decenoic acid وحمض 10-هيدروكسي ديكانويك 10-Hydroxydecanoic acid.
يحتوي غذاء ملكات النحل أيضًا على العديد من فيتامينات ب والمعادن النادرة.
ومع ذلك، يختلف تكوين المغذيات بشكلٍ كبير بين مصادر غذاء ملكات النحل.
تتضمن بعض الفيتامينات الموجودة عادةً في غذاء ملكات النحل ما يلي:
- ثيامين Thiamine (B1)
- ريبوفلافين Riboflavin (B2)
- حمض البانتوثينيك Pantothenic acid (B5)
- بيريدوكسين Pyridoxine (B6)
- نياسين Niacin (B3)
- حمض الفوليك Folic acid (B9)
- اينوزيتول Inositol (B8)
- بيوتين Biotin (B7)
قد توفر هذه العناصر الغذائية بعض الفوائد الصحية المحتملة لغذاء ملكات النحل، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث حول هذه المادة الفريدة.
- قد يوفر غذات ملكات النحل تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات
يُزعم على نطاقٍ واسع أن غذاء ملكات النحل يُقلل من الالتهاب والإجهاد التأكسدي.
في العديد من الدراسات التي أُجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات، يبدو أن الأحماض الأمينية المحددة والأحماض الدهنية والمركبات الفينولية الموجودة في غذاء ملكات النحل لها تأثيرات مضادة للأكسدة قوية.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر العديد من الدراسات المخبرية مستويات منخفضة من المواد الكيميائية المسببة للالتهابات المنبعثة من الخلايا المناعية المُعالَجة بغذاء ملكات النحل.
في حين أن هذه النتائج واعدة، إلا أن الدراسات البشرية غير متوفرة، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لاستخلاص أي استنتاجات نهائية حول علاج الالتهاب بغذاء ملكات النحل.
- قد يقلل غذاء ملكات النحل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق التأثير على مستويات الكوليسترول
تُظهر كلٌ من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات والبشر أن غذاء ملكات النحل قد يؤثر بشكلٍ إيجابي على مستويات الكوليسترول وبالتالي يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
على الرغم من أن الآلية الدقيقة لا تزال غير واضحة، إلا أن بروتينات معينة في غذاء ملكات النحل قد تساعد في خفض الكوليسترول.
وجدت دراسة استمرت 12 أسبوعًا أن الأرانب التي تناولت غذاء ملكات النحل انخفصت بشكلٍ كبير مستويات الكوليسترول الضار الكلي و "الضار" لديها بنسبة 28 % و 23 % على التوالي.
وبالمثل، أظهرت دراسة أُجريت على الإنسان لمدة شهر واحد انخفاضًا بنسبة 11 % و 4 % في مستويات الكوليسترول الكلي والضار لدى الأشخاص الذين يتناولون حوالي 3 جرامات من غذاء ملكات النحل يوميًا.
على العكس من ذلك، لم تجد دراسة بشرية صغيرة أخرى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستويات الكوليسترول بين المشاركين الذين عولجوا بغذاء ملكات النحل والذين تناولوا دواءً وهميًا.
في حين أن هذه الدراسات واعدة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم تأثير غذاء ملكات النحل على صحة القلب بشكلٍ أفضل.
- قد يساعد غذاء ملكات النحل في التئام الجروح وإصلاح الجلد
قد يدعم غذاء ملكات النحل - سواء عن طريق الفم أو موضعيًا - التئام الجروح وحالات الجلد الالتهابية الأخرى.
من المعروف أن له تأثيرًا مضادًا للبكتيريا، والذي قد يحافظ على الجروح نظيفة وخالية من العدوى.
كشفت إحدى الدراسات التي أُجريت على الحيوانات عن زيادة في إنتاج الكولاجين في الفئران بعد تناول مستخلص غذاء ملكات النحل. الكولاجين بروتين هيكلي حيوي لإصلاح البشرة.
أظهرت دراسة أنبوبة الاختبار تحسنًا ملحوظًا في قدرة إصلاح الأنسجة في الخلايا البشرية المُعالَجة بغذاء ملكات النحل.
على العكس من ذلك، لم تَلحظ دراسة بشرية حديثة أي اختلاف في التئام الجروح بين مجموعة التحكم (لم تتناول غذاء ملكات النحل) والمشاركين الذين عالجوا قرح القدم السكرية موضعيًا باستخدام غذاء ملكات النحل.
في النهاية، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول تأثيرات غذاء ملكات النحل على التئام الجروح وإصلاح الأنسجة.
- بعض البروتينات في غذاء ملكات النحل قد تُخفض ضغط الدم
قد يحمي غذاء ملكات النحل قلبك وجهاز الدورة الدموية عن طريق خفض ضغط الدم.
تُشير العديد من دراسات أنبوب الاختبار إلى أن بروتينات معينة في غذاء ملكات النحل تُرخي خلايا العضلات الملساء في الأوردة والشرايين، وبالتالي تخفض ضغط الدم.
فحصت دراسة حيوانية حديثة مكمل غذائي يجمع بين غذاء ملكات النحل مع مواد أخرى مشتقة من النحل ووجدت انخفاضًا كبيرًا في ضغط الدم. ومع ذلك، فإن الدور الدقيق الذي لعبته غذاء ملكات النحل في هذه الدراسة غير واضح.
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم علاقة غذاء ملكات النحل بضغط الدم.
- ينظم غذاء ملكات النحل نسبة السكر في الدم عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات
قد يؤدي غذاء ملكات النحل أيضًا إلى تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وحساسية الأنسولين عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهاب.
أظهرت العديد من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات زيادة حساسية الأنسولين وأظهرت تأثيرًا وقائيًا واضحًا على أنسجة البنكرياس والكبد والأنسجة التناسلية في الفئران المُصابة بالسمنة والمُصابة أيضًا بداء السكري والتي عولجت بغذاء ملكات النحل.
أظهرت دراسة بشرية واحدة صغيرة مدتها ستة أشهر انخفاضًا بنسبة 20 % في نسبة السكر في الدم أثناء الصيام لدى الأشخاص الأصحاء الذين يتناولون يوميًا غذاء ملكات النحل.
ومع ذلك، البحث في هذا الموضوع محدود.
- خصائص مضادات الأكسدة لغذاء ملكات النحل قد تدعم صحة وظائف الدماغ
قد يُعزز غذاء ملكات النحل وظائف المخ.
كشفت إحدى الدراسات أن الفئران التي عولجت بغذاء ملكات النحل كانت لديها مستويات أقل من هرمونات التوتر وجهاز عصبي مركزي أكثر قوة من المجموعة الضابطة (التي لم تتناول غذاء ملكات النحل).
أدّت دراسة منفصلة إلى تحسين الذاكرة وتقليل أعراض الاكتئاب في الفئران بعد سن اليأس التي أعطيت غذاء ملكات النحل.
أظهرت دراسة حيوانية أخرى أن الفئران المُعالَجة بغذاء ملكات النحل كانت أكثر قدرة على إزالة رواسب كيميائية معينة في الدماغ مرتبطة بمرض الزهايمر.
تنسب معظم هذه الدراسات التأثير الوقائي على المخ والأنسجة العصبية إلى وفرة مضادات الأكسدة في غذاء ملكات النحل.
على الرغم من أن هذه البيانات مشجعة، إلا أن البحث البشري مطلوب.
- قد يزيد غذاء ملكات النحل من إفراز الدموع ويُعالج جفاف العين المزمن
قد يعالج غذاء ملكات النحل جفاف العين عند تناوله عن طريق الفم.
أظهرت دراسة على الحيوانات ودراسة بشرية صغيرة تحسينات في جفاف العين المزمن لأولئك الذين عولجوا عن طريق الفم بغذاء ملكات النحل. تُشير النتائج إلى أن هذه المادة المشتقة من النحل قد تُزيد من إفراز الدموع من الغدد الدمعية داخل عينيك.
لم يتم الإبلاغ عن أي آثار ضارة من الدراسة البشرية. وبالتالي، قد يكون غذاء ملكات النحل بمثابة حل منخفض المخاطر للعيون الجافة المزمنة.
ضع في اعتبارك أن هذه العينة الصغيرة جدًا من البيانات لا تُشير إلى أن غذاء ملكات النحل قادر على علاج جفاف عيون معظم الناس. في النهاية، هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
- قد يوفر غذاء ملكات النحل تأثيرات مضادة للشيخوخة من خلال وسائل مختلفة
قد يُبطئ غذاء ملكات النحل عملية الشيخوخة بعدّة طرق.
تُظهر بعض الدراسات زيادة في العمر وتحسين الأداء المعرفي في الفئران التي عولجت عن طريق الفم بغذاء ملكات النحل.
يتم تضمين غذاء ملكات النحل أحيانًا في منتجات العناية بالبشرة الموضعية لدعم الحفاظ على بشرة صحية وشابة.
تُشير الأبحاث التي أُجريت على الحيوانات إلى أن غذاء ملكات النحل قد يدعم زيادة إنتاج الكولاجين والحماية من تلف الجلد المرتبط بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية.
نظرًا لأن الأبحاث البشرية حول فوائد مكافحة الشيخوخة لاستخدام غذاء ملكات النحل عن طريق الفم أو الموضعي غير كافية، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات.
- قد يدعم غذاء ملكات النحل نظام المناعة الصحي
قد يعزز غذاء ملكات النحل الاستجابة المناعية الطبيعية لجسمك للبكتيريا والفيروسات الغريبة.
من المعروف أن بروتينات غذاء ملكات النحل والأحماض الدهنية في غذاء ملكات النحل تُعزز النشاط المضاد للبكتيريا، والتي قد تقلل من حدوث العدوى وتقوي المناعة.
ومع ذلك، فإن معظم البيانات القابلة للتطبيق تقتصر على أبحاث الحيوانات وأنبوب الاختبار. لذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات البشرية لتأكيد هذه الآثار.
- يُقلل غذاء ملكات النحل من الآثار الجانبية لعلاج السرطان
يأتي العلاج الكيميائي وعلاجات السرطان الأخرى مع آثار جانبية سلبية كبيرة، بما في ذلك قصور القلب والالتهاب ومشاكل الجهاز الهضمي (GI).
قد يقلل غذاء ملكات النحل من بعض الآثار الجانبية السلبية المرتبطة ببعض علاجات السرطان.
كشفت إحدى الدراسات عن انخفاض كبير في تلف القلب الناجم عن العلاج الكيميائي في الفئران المكملة بغذاء ملكات النحل.
أشارت إحدى الدراسات البشرية الصغيرة جدًا إلى أن غذاء ملكات النحل المُطبق موضعيًا قد يمنع التهاب الغشاء المخاطي، وهو أحد الآثار الجانبية لعلاج السرطان الذي يُسبب تقرحات مؤلمة في الجهاز الهضمي.
على الرغم من أن هذه الدراسات مشجعة، إلا أنها لا تقدم استنتاجات نهائية بشأن دور غذاء ملكات النحل في علاج السرطان.
- قد يعالج غذاء ملكات النحل بعض أعراض سن اليأس
هنا تأتي فوائد غذاء ملكات النحل الخاصة بالنساء.
قد يعالج غذاء ملكات النحل أيضًا الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث.
يتسبب انقطاع الطمث في انخفاض الهرمونات المرتبط بآثار جانبية جسدية وعقلية، مثل الألم وضعف الذاكرة والاكتئاب والقلق.
وجدت إحدى الدراسات أن غذاء ملكات النحل فعّال في الحد من الاكتئاب وتحسين الذاكرة لدى الفئران بعد سن اليأس.
لاحظت دراسة أخرى أُجريت على 42 امرأة بعد انقطاع الطمث أن تناول 800 مجم من غذاء ملكات النحل يوميًا لمدة 12 أسبوعًا كان فعالًا في تقليل آلام الظهر والقلق.
ضع في اعتبارك أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
جرعة كبسولات أو حبوب غذاء مكلات النحل
نظرًا لأن البحث محدود نسبيًا، لم يتم تحديد جرعة نهائية مُوصى بها من غذاء ملكات النحل.
عند تناوله كمكمل غذائي، يتوفر غذاء ملكات النحل في حالته الطبيعية - مادة شبيهة بالجيل - أو في شكل مسحوق أو كبسولة.
وقد لوحظت الفوائد في مجموعة واسعة من الجرعات. تدعم الأبحاث الحالية الفوائد المحتملة بمعدل 300-6000 مجم يوميًا.
يمكن أيضًا وضع غذاء ملكات النحل موضعيًا على بشرتك ويتم تضمينه أحيانًا في منتجات العناية بالبشرة المتاحة تجاريًا.
إذا لم تكن قد استخدمت غذاء ملكات النحل من قبل، فمن الأفضل أن تبدأ بجرعة صغيرة جدًا لتجنب تفاعلات الحساسية الخطيرة والآثار الجانبية.
استخدام غذاء ملكات النحل مع فئات معينة
على الرغم من أنه قد يكون آمنًا بالنسبة لمعظم الناس، إلا أن غذاء ملكات النحل لا يخلو من المخاطر.
- الأطفال: غذاء ملكات النحل آمن على الأرجح عندما يؤخذ عن طريق الفم لمدة تصل إلى 6 أشهر في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 16 عامًا.
- الحمل والرضاعة: لا توجد معلومات موثوقة كافية لمعرفة ما إذا كان غذاء ملكات النحل آمنًا للاستخدام أثناء الحمل أو الرضاعة. ابق على الجانب الآمن وتجنب استخدام.
- الربو أو الحساسية: لا تستخدم غذاء ملكات النحل إذا كنت تعاني من الربو أو الحساسية تجاه منتجات النحل. قد يسبب بعض ردود الفعل الخطيرة، حتى الموت.
- التهاب الجلد: غذاء ملكات النحل قد يجعل التهاب الجلد أسوأ.
- انخفاض ضغط الدم: غذاء ملكات النحل قد يخفض ضغط الدم. إذا كان ضغط دمك منخفضًا بالفعل، فقد يؤدي تناول غذاء ملكات النحل إلى انخفاضه كثيرًا.
وُجد أيضًا بعض الملوثات البيئية، مثل المبيدات الحشرية، في غذاء ملكات النحل وقد تؤدي إلى تفاعلات حساسية.
- يتفاعل الوارفارين مع غذاء ملكات النحل (رويال جيلي)
قد يزيد غذاء ملكات النحل من تأثير الوارفارين (الكومادين). قد يؤدي تناول غذاء ملكات النحل مع الوارفارين (الكومادين) إلى زيادة فرصة الإصابة بالكدمات أو النزيف.
الوارافارين دواء مضاد للتخثر يستخدم عادةً للوقاية من الجلطات ومن انسداد الأوعية الدموية، أي الوقاية من تشكّل جلطة دموية في القلب أو الأوعية الدموية ومن ثَمِّ انتقالها إلى منطقة أخرى من الجسم.
ختامًا
هناك عدد قليل جدًا من الدراسات عالية الجودة حول فوائد غذاء ملكات النحل، والكثير من الأبحاث الحالية على الحيوانات. المزيد من البحث ضروري لتحديد ما إذا كانت هذه الادعاءات الصحية صحيحة أم لا.
قد يأخذ الناس غذاء ملكات النحل بأمان بكميات معتدلة، لكن يجب عليهم التوقف عن استخدامه على الفور إذا كانت هناك أي علامة على حدوث رد فعل.
المصادر