يلعب فيتامين د عدّة أدوار مهمة في عملية التمثيل الغذائي وامتصاص المعادن في الجسم، فهو ضروري لتسهيل امتصاص الكالسيوم وتمعدن العظام، كما أنه مفيد في امتصاص الفوسفات والمغنيسيوم.
يوجد فيتامين د في شكلين:
- فيتامين د 3 أو كوليكالسيفيرول (Cholecalciferol)، وهو شكل الثدييات
- فيتامين د 2 أوإرجوكالسيفيرول (Ergocalciferol) وهو الشكل الفطري.
من منظور غذائي، يتم استقلاب كلا الشكلين بالمثل.
فيتامين د للرضع والأطفال: ما تحتاج معرفته
يشرح هذا المقال أهمية فيتامين د للرضع والاطفال، وأسباب نقص فيتامين د لديهم، والجرعات المُوصى بها من فيتامين د للرضع والأطفال لمنع إصابتهم بالنقص وعواقبه الصحية الضارة.
لماذا يحتاج الرضع والأطفال فيتامين د؟
يساعد فيتامين د على بناء عظام وأسنان قوية ويحفاظ عليها.
يمكن لأجسامنا أن تُصنع فيتامين د من الشمس، لكن الأطفال لا يستطيعون الحصول بأمان على فيتامين د الذي يحتاجونه من الشمس.
يحتاج طفلك إلى فيتامين د للأسباب التالية:
- بشرة الاطفال حساسة جدًا للشمس ويجب ألا تتعرض لأشعة الشمس المباشرة.
- قد لا يحتوي طعامهم (حليب الأم أو الأطعمة الصلبة) على ما يكفي من فيتامين د.
- بين 0 و 12 شهرًا ينمو الأطفال بسرعة كبيرة ولديهم حاجة أكبر لفيتامين د لتكوين عظام قوية.
تُظهر الأبحاث أن فيتامين (د) يلعب دورًا مهمًا في مساعدة جهاز المناعة. قد يساعد أيضًا في الوقاية من مرض السكري وأمراض القلب والتهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد وبعض أشكال السرطان.
من المرجح أن يُنجب الآباء الأفارقة أو الأفارقة الكاريبيين أو الشرق أوسطيون أو الهنود أطفالًا لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د.
نقص فيتامين د عند الرضع والأطفال
عند الولادة، يكون لدى الرضع كمية محدودة من مخازن فيتامين (د) التي تعكس في المقام الأول الانتقال من الأم أثناء الحمل.
بعد الولادة، قد يحصل الرضيع على فيتامين د عن طريق حليب الأم (0.5-1.8 ميكروجرام لكل لتر) ومن خلال المكملات الغذائية.
يمكن أيضًا صنع فيتامين (د) في جلد الرضيع عند تعرضه لأشعة الشمس بيتا فوق البنفسجية.
ومع ذلك، عند خطوط العرض التي تَزيد عن 37 درجة شمالًا أو جنوبًا، يكون إشعاع بيتا منخفضًا جدًا خلال أواخر الخريف إلى أوائل أشهر الربيع، فيكون إنتاج فيتامين (د) قليلًا.
بالإضافة إلى ذلك، تمتص صبغة الميلانين للجلد إشعاع بيتا وبالتالي تَحد من القدرة على صنع فيتامين د لمَن لديهم بشرة داكنة.
يُنصح الآباء بالحد من تعرض أطفالهم للأشعة الشمسية فوق البنفسجية إلا باستخدام القبعات والبطانيات وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.
هذا يَعني أنه على الرغم من إمكانية إنتاج فيتامين د في الجلد في بعض المناطق والفصول، إلا أن التعرض المحدود لأشعة الشمس للرضع يجعل هذا المصدر ضئيلًا.
لذلك، فإن المصادر الرئيسية لفيتامين د للرضيع تشمل فيتامين د الذي يتم الحصول عليه من الأم أثناء الحمل وبعد الولادة من النظام الغذائي والمكملات الغذائية.
تشخيص وأعراض نقص فيتامين د عند الرضع والأطفال
ارتبط نقص فيتامين د لدى الأطفال بآثار ضارة، مثل مشاكل النمو والكساح. على الرغم من أن فيتامين (د) متوفر في العديد من الأطعمة والمشروبات، إلا أن التقديرات الحديثة تشير إلى أن انتشار نقص فيتامين (د) بين الرضع والأطفال والمراهقين يتراوح بين 12 و 24 %.
أفضل مؤشر بيولوجي لمخزون الجسم من فيتامين د من جميع المصادر هو تركيز الدم من 25 هيدروكسي فيتامين د 25hydroxyvitamin D (25(OH)D).
تُشير القيم التي تَقل عن تركيز 30 نانومول لكل لتر (nmol / L) من الدم إلى مخاطر عالية لنقص فيتامين د، بينما يُعتقد أن التركيزات الصحية للرضع تبلغ 50 نانومول / لتر أو أعلى.
تتجلى عواقب نقص فيتامين (د) في الطفولة بشكلٍ كلاسيكي في شكل عظام رخوة مشوهة (كساح)، ونوبات بسبب انخفاض الكالسيوم في الدم وصعوبة التنفس.
وجد الباحثون أن الأطفال المصابين بالكساح لديهم تركيز منخفض جدًا من فيتامين د (أقل من 25 نانومول / لتر، ومعظمهم لم يتلقوا مكملات فيتامين د.
يُعتقد أيضًا أن نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى بما في ذلك مرض السكري من النوع الأول في وقت لاحق في مرحلة الطفولة.
قد ينخفض مخزون الجسم بنسبة 50 % خلال أقل من شهر عند الرضع، وبالتالي بدون مصدر لفيتامين (د)، قد يتطور نقص فيتامين (د) بسرعة.
نقص فيتامين د عند الرضع واضح في جميع أنحاء العالم، ويغطي مجموعة واسعة من المناطق الجغرافية والثقافات. هذا جزئيًا لأن ليس كل ممارسو الرعاية الصحية يوصون بمكملات فيتامين د حتى بعد التفكير في الرضاعة الطبيعية الحصرية وتصبغ الجلد الداكن.
علاوة على ذلك، يُعدُّ عدم امتثال الوالدين للمكملات مصدر قلق واسع النطاق، في بعض الحالات بسبب تصور الوالدين أن رضيعهم لا يحب المكملات. يعتبر وضع الهجرة واللاجئين أيضًا أحد عوامل الخطر لحالة انخفاض فيتامين (د) عند الرضع، بما في ذلك البلدان التي ترتفع فيها نسبة التعرض لإشعاع بيتا.
جرعة فيتامين د للرضع والأطفال
في عام 2008، زادت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين (د) عند الرضع والأطفال والمراهقين إلى 400 وحدة دولية.
من المرجح أن يحتاج الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية والأطفال والمراهقون الذين يستهلكون أقل من 1 لتر من الحليب المدعم بفيتامين د يوميًا إلى مكملات تصل إلى 400 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا.
تستند هذه التوصية إلى رأي الخبراء والتجارب السريرية الحديثة التي تقيس المؤشرات الحيوية لحالة فيتامين (د). كما أن هذه التوصيات تعتمد على سابقة الوقاية من الكساح وعلاجه باستخدام 400 وحدة دولية من فيتامين د.
بالإضافة إلى المصادر الغذائية، يوفر التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية للأطفال والبالغين فيتامين د إضافي.
على الرغم من أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تُوصي بإبقاء الأطفال بعيدًا عن ضوء الشمس المباشر، قد يؤدي انخفاض التعرض لأشعة الشمس إلى زيادة خطر إصابة الأطفال بنقص فيتامين د.
- يجب أن يتلقى الأطفال الذين يتناولون أقل من 1 لتر من الحليب الصناعي يوميًا، وكذلك جميع الأطفال الذين يرضعون من الثدي (رضاعة طبيعية) أو الذين يرضعون رضاعة طبيعية جزئية، 400 وحدة دولية من فيتامين د التكميلي يوميًا.
- يجب أن يتلقى الأطفال والمراهقون الذين يستهلكون أقل من 1 لتر من الحليب المدعم بفيتامين د يوميًا 400 وحدة دولية من فيتامين د التكميلي يوميًا.
قد يحتاج الأطفال المعرضون لخطر الإصابة بنقص فيتامين د إلى جرعات أعلى من فيتامين د التكميلي.
- الأطفال التي تتناول الأدوية المضادة للاختلاج
- الأمراض المزمنة المصاحبة لسوء امتصاص الدهون
- تصبغ الجلد الداكن
- الرضاعة الطبيعية الحصرية بدون مكملات فيتامين د
- التعرض لأشعة الشمس غير الكافية
- انخفاض مستويات فيتامين د لدى الأمهات (عامل خطر للرضع).
الجرعة القصوى للرضع والاطفال
لا يُنصح بإعطاء الاطفال جرعة عالية من فيتامين د لأن ذلك قد يضر صحتهم ويؤثر عليهم بالسلب إلا تحت إشراف الطبيب في حالات مرضية معينة.
الجرعات القصوى الآمنة التي لا يجب تخطيها من فيتامين د سواء من الطعام أو من المكملات الغذائية:
- من 0 إلى 6 أشهر. لا يجب تخطي 1000 وحدة دولية يوميًا.
- من 7 - 12 شهرًا. لا يجب تخطي 1500 وحدة دولية يوميًا.
- من 1 إلى 3 سنوات. لا يجب تخطي 2500 وحدة دولية يوميًا.
- من 4 إلى 8 سنوات. لا يجب تخطي 3000 وحدة دولية يوميًا.
- من 9 إلى 18 سنة. لا يجب تخطي 4000 وحدة دولية يوميًـا.
فيتامين د وأشعة الشمس
بالإضافة إلى المصادر الغذائية، يحصل الأطفال والبالغون على فيتامين د من خلال التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية بيتا.
يمكن أن يولد ما لا يقل عن 10 إلى 15 دقيقة من ضوء الشمس المباشر 10000 إلى 20000 وحدة دولية من فيتامين د.
تؤثر العديد من العوامل على تخليق فيتامين د، مثل تصبغ الجلد (لون البشرة) وخطوط العرض (الموقع بالنسبة للشمس) وحجم الجلد المُعرض للشمس، مما يجعل من الصعب تقييم كمية فيتامين د يمكن تحويلها من التعرض لأشعة الشمس.
يحتاج الرضع والأطفال الذين لديهم تصبغ أغمق من خمسة إلى 10 أضعاف طول التعرض لأشعة الشمس للوصول إلى نفس المستويات من 25 هيدروكسي فيتامين د مقارنة بالأطفال الذين لديهم تصبغ أفتح .
ومع ذلك، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإبقاء الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر بعيدًا عن آشعة الشمس المباشرة.
على الرغم من أن الهدف من الحد من التعرض لأشعة الشمس هو تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الجلد، إلا أنه قد يعرض الأطفال أيضًا لنقص فيتامين (د) نظرًا لأن المستوى الآمن للتعرض لأشعة الشمس اللازم لتحويل فيتامين د غير معروف، زيادة مكملات فيتامين (د) هو بديل معقول.
مضاعفات نقص فيتامين د
قد يصاب المرضى الذين يعانون من حالات الكساح الشديدة بفشل النمو ونوبات نقص كلس الدم ونقص كتلة العظام وتغيرات أو كسور مميزة في العظام.
قد تكون الأعراض غير المحددة، مثل التهيج والخمول وتأخر النمو، أقل وضوحًا.
في دراسة الحالات والشواهد للأطفال الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب الأمراض الحادة، وجد المحققون زيادة في معدل قبول التهابات الجهاز التنفسي السفلي بين المصابين بالكساح.
اقرأ الملصق بعناية، فبعض الشركات تكتب الجرعة بالملل والبعض الآخر يكتبها بالوحدة الدولية، واختر ما يساوي 400 وحدة دولية أو 10 ميكروجرام (400 وحدة دولية = 10 ميكروجرام).
ختامًا
يُوصى بتناول فيتامين د للأطفال منذ ولادتهم لتجنب خطر نقص فيتامين د ومضاعفاته على النمو العظام والأسنان.
تعتبر جرعة 400 وحدة دولية يوميًا مناسبة لمعظم الأطفال.
المصادر