إعلان الرئيسية



فيتامين ب1 أو الثيامين من العناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجها جميع أنسجة الجسم لتعمل بشكلٍ صحيح، ويعتبر أول فيتامين ب اكتشفه العلماء، لذلك يحمل الرقم 1. مثل باقي فيتامينات ب، فيتامين ب1 قابل للذوبان في الماء ويساعد الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة. 


تُصنَّف الفيتامينات حسب المواد التي تذوب فيها. يذوب بعضها في الماء والبعض الآخر يذوب في الدهون حيث تنتقل الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء عبر مجرى الدم، وكل ما لا يستخدمه الجسم يتخلص منه في البول.

يحتاج الجسم إلى فيتامين ب1 لصُنع ثلاثي فوسفات الأدينوزين (ATP). هذا الجزيء ينقل الطاقة داخل الخلايا، ويلعب دورًا رئيسيًا في وظائف الأعصاب والعضلات والقلب.

يناقش هذا المقال فيتامين ب1 والأطعمة الغنية بفيتامين ب1 وأعراض نقص فيتامين ب1.

مصادر فيتامين ب1


يوجد فيتامين ب1 بشكلٍ طبيعي في بعض الأطعمة، ويُضاف إلى أطعمة أخرى مثل حبوب الإفطار والمنتجات المصنوعة من الدقيق الأبيض أو الأرز الأبيض، كما يُباع كمكملات غذائية في شكل حبوب أو كبسولات أو سائل.


الأرز الأبيض غير المدعم بفيتامين ب1 يحتوي فقط على عُشر فيتامين ب1 المتوفر في الأرز البني.


لاحظ مكتب المكملات الغذائية الأمريكي (ODS) أن حصة واحدة من حبوب الإفطار المدعمة توفر 1.5 ملليجرام (مجم) من فيتامين ب1، وهو ما يمثل أكثر من 100 % من الكمية اليومية المُوصى بها.


تحتوي أيضًا شريحة واحدة من خبز القمح الكامل على 0.1 مجم، أو 7٪ من الاحتياج اليومي.


يوجد فيتامين ب1 بوفرة في طبقات الحبوب الخارجية وكذلك جنين الحبوب، وكذلك في الخميرة، ولحم البقر، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والبقوليات.


الفواكه والخضروات التي تحتوي على فيتامين ب1 تشمل القرنبيط والبرتقال والبطاطس والهليون واللفت.


تشمل المصادر الأخرى خميرة البيرة ودبس السكر الأسود والبيض.


يحتاج البشر إلى إمداد مستمر بفيتامين ب1، لأنه لا يُخزن في الجسم ولا يستطيع الجسم تصنيعه، لذلك يجب أن يكون جزءًا من النظام الغذائي اليومي.


فوائد فيتامين ب1


  • يمنع فيتامين ب1 حدوث مضاعفات في الجهاز العصبي والدماغ والعضلات والقلب والمعدة والأمعاء. كما أنه يشارك في تدفق الشوارد داخل وخارج العضلات والخلايا العصبية.
  • يساعد فيتامين ب1 أيضًا في الوقاية من أمراض مثل مرض البري بري، الذي ينطوي على اضطرابات في القلب والأعصاب والجهاز الهضمي.

يستخدم فيتامين ب1 طبيًا في: 

  • علاج مرضى التهاب الأعصاب المحيطية (التهاب الأعصاب خارج الدماغ)
  • علاج مرضى التهاب القولون التقرحي والإسهال المستمر وضعف الشهية
  • علاج مرضى الغيبوبة
  • تحسين أداء بعض الرياضيين، حيث لا يعتبر من المواد المحظورة.

تشمل الحالات الأخرى التي قد تساعد فيها مكملات فيتامين ب1 أو الثيامين ما يلي:

  • الإيدز
  • قرح الفم، أو ما يُسمى بالقرح القلاعية Canker sores
  • إعتام عدسة العين
  • الجلوكوما ومشاكل الرؤية الأخرى
  • متلازمة المخيخ، نوع من تلف الدماغ
  • سرطان عنق الرحم
  • الاعتلال العصبي السكري
  • الضغط العصبي
  • أمراض الكلى عند مرضى السكري من النوع 2
  • دوار الحركة
  • ضعف جهاز المناعة.

لم يتم تأكيد كل هذه الاستخدامات بشكلٍ قاطع من خلال البحث، لذلك هناك حاجة لمزيد من البحث.

نقص فيتامين ب1 وأعراضه


على الرغم من تسجيل أعراض نقص فيتامين ب1 أو الثيامين لأول مرة في النصوص القديمة للطب الصيني، إلا أن الأعراض لم تكن مرتبطة بالنظام الغذائي حتى أواخر القرن التاسع عشر.


في عام 1884 مـ، لاحظ طبيب ياباني معدلات عالية جدًا من المرض والوفاة بين البحارة اليابانيين الذين يتناولون نظامًا غذائيًا محدودًا من الأرز فقط لشهور أثناء وجودهم في البحر، ولكن عند اتباع نظام غذائي أكثر تنوعًا من الحبوب الكاملة واللحوم والفاصوليا والخضروات، اختفت معدلات المرض والوفاة تقريبًا. 


في نفس الوقت تقريبًا، لاحظ عالمان هولنديان أن الدجاج الذي يتغذى على الأرز الأبيض (منزوع القشرة) أُصيب بشلل في الساق، في حين أن الدجاج الذي يتغذى على الأرز البني (غير منزوع القشرة) لم يُصاب. أدت ملاحظاتهم إلى اكتشاف فيتامين ب1 الموجود في طبقات الأرز الخارجية التي تمت إزالتها.


لحسن الحظ، نقص فيتامين ب1 أو الثيامين غير شائع في البالغين الأصحاء، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة. تشمل الحالات التي قد تقل فيها مستويات فيتامين ب1 ما يلي: 


  • إدمان الكحول
  • مرض كرون
  • فقدان الشهية
  • الأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى أو الذين يتناولون مدرات البول العروية (Loop diuretic) مُعرضون أيضًا لخطر الإصابة بنقص فيتامين ب1. 


توصف مدرات البول العروية للأشخاص الذين يعانون من قصور القلب الاحتقاني. يمكن لهذه المدرات طرد فيتامين ب1 من الجسم، وربما إلغاء أي فوائد صحية له. يعتمد القلب على فيتامين ب1 ليعمل بشكلٍ صحيح، لذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون الديجوكسين والفينيتوين أيضًا توخي الحذر.


قد تَضعُف العضلات، وقد تحدث أعراض القلب والأوعية الدموية، مثل تضخم القلب.


الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، والسرطان، و"غثيان الصباح" أثناء الحمل، وجراحة السمنة، وغسيل الدم معرضون لخطر الإصابة بنقص فيتامين ب1.


يمكن لأمراض أخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، أن تُقلل من امتصاص العناصر الغذائية، وقد يؤدي ذلك إلى نقص فيتامين ب1.


يمكن لبعض الأطعمة والممارسات الغذائية أن تلغي استخدام الجسم لفيتامين ب1 وتؤدي إلى نقصه. وتشمل هذه:


  • شرب الكثير من القهوة أو الشاي، حتى منزوعة الكافيين
  • مضغ أوراق الشاي وجوز التنبول أو جوز الفوفل
  • تناول الأسماك النيئة والمحار بانتظام

قد يؤدي نقص فيتامين ب1 إلى مشكلتين صحيتين رئيسيتين: البري بري ومتلازمة فيرنيك كورساكوف. يؤثر البري بري على التنفس وحركات العين ووظيفة القلب واليقظة. ينتج عن تراكم حمض البيروفيك في مجرى الدم، وهو أحد الآثار الجانبية لعدم قدرة جسمك على تحويل الطعام إلى وقود.


متلازمة فيرنيك كورساكوف تقنيًا نوعان مختلفان من الاضطرابات. يؤثر مرض فيرنيك على الجهاز العصبي ويُسبب ضعف البصر ونقص التنسيق العضلي والتدهور العقلي. إذا تُرك مرض فيرنيك دون علاج، فقد يؤدي إلى متلازمة كورساكوف. تُضعف متلازمة كورساكوف وظائف الذاكرة في الدماغ بشكلٍ دائم.


يمكن علاج أي من المرضين بحقن فيتامين ب1 أو المكملات. هذا قد يساعد في الرؤية والصعوبات العضلية. ومع ذلك، لا يستطيع فيتامين ب1 إصلاح الضرر الدائم للذاكرة الناجم عن متلازمة كورساكوف.


ما كمية فيتامين ب1 التي نحتاجها يوميًا؟


يُوصى بـ 1.2 مجم للذكور و1.1 مجم للإناث فوق سن 18 عامًا يوميًا، ويجب أن تستهلك النساء الحوامل أو المرضعات في أي عمر 1.4 مجم كل يوم.


مكملات فيتامين ب1


ينظر العلماء إلى فيتامين ب1 كعلاج مُحتمل لـ:

  • مرض الزهايمر: النتائج غير حاسمة حتى الآن، وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لمرض الزهايمر وأمراض الخرف الأخرى.
  • إعتام عدسة العين: تقول مايوكلينيك أن استخدام الثيامين مع مكملات الفيتامينات الأخرى قد يقلل من فرص الإصابة بإعتام عدسة العين.
  • أمراض الكلى: قد يكون الثيامين مفيدًا لمرضى السكري المُعرضين لخطر الإصابة بأمراض الكلى. نشر الباحثون في جامعة وارويك في المملكة المتحدة النتائج التي توصلوا إليها في مجلة دايابيتولوجيا Diabetologia.

الآثار الجانبية لفيتامين ب1 أو الثيامين


لا تؤكد الأدلة أي ضرر ناتج عن الكثير من فيتامين ب1، لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذر من استخدام المكملات بدون استشارة الطبيب.


تفاعلات فيتامين ب1


يحتوي الشاي والقهوة على مواد Tannins، وهي مادة كيميائية قد تتفاعل مع فيتامين ب1، مما يجعل امتصاصها أصعب.


يمكن لبعض المواد الكيميائية الموجودة في المحار والأسماك النيئة تدمير فيتامين ب1، مما قد يؤدي إلى نقص فيتامين ب1 إذا تم تناوله بكميات كبيرة. الطبخ يدمر هذه المواد الكيميائية، لكنه يدمر فيتامين ب1 أيضًا.


ختامًا


تحتاج جميع أنسجة الجسم فيتامين ب1 لتعمل بشكلٍ صحيح. 


لحسن الحظ، يحصل معظم الناس على ما يكفي من فيتامين ب1 من الطعام، ولكن يمكن لبعض الحالات الطبية والممارسات الغذائية أن تلغي استخدام الجسم لفيتامين ب1، مما قد يؤدي إلى نقصه. في هذه الحالات، قد تكون المكملات ضرورية. تحدث إلى طبيبك قبل تناول أي مكمل من فيتامين ب1. من الضروري التأكد من حصولك على التوازن الصحيح لفيتامينات ب في جسمك.


المصادر

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق