يعتبر الشاي الأسود والقهوة أكثر المشروبات شيوعًا حول العالم، ويوفر كلاهما فوائد صحية مماثلة تقريبًا ولكن هناك بعض الاختلافات.
الشاي والقهوة: الفرق بينهما، وأيهما صحي أكثر؟
تعالوا نتعرف عليهما في هذا المقال لتعرف ماذا تختار عندما تشرب، والفرق بينهما من حيث محتوى كل منهما من الكافيين ومضادات الأكسدة المختلفة.
محتوى الكافيين في القهوة والشاي
يعتبر الكافيين المنبه الأكثر دراسة واستهلاكًا في العالم حيث يوجد في العديد من المشروبات المختلفة.
يوجد الكافيين في الشاي والقهوة، وهو المسئول عن بعض فوائدهما وكذلك آثارهما الجانبية على صحة الإنسان.
تحتوي القهوة تقريبًا على ضعف كمية الكافيين الموجودة في الشاي (إذا تساوت الكميتان) إلا أن كمية الكافيين تعتمد أيضًا على طريقة التصنيع والإعداد وحجم المشروب.
تحتوي القهوة تقريبًا على ضعف كمية الكافيين الموجودة في الشاي (إذا تساوت الكميتان) إلا أن كمية الكافيين تعتمد أيضًا على طريقة التصنيع والإعداد وحجم المشروب.
على الرغم من أن العلماء ركزوا بشكلٍ أساسي على القهوة عند البحث عن الآثار الإيجابية للكافيين، فإن كلا المشروبين - على الرغم من احتوائهما على كميات مختلفة من هذه المادة - يمكن أن يوفروا الفوائد الصحية المرتبطة بهما.
قد يقلل تناول الكافيين من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة ويُحسن الأداء الرياضي والمزاج واليقظة العقلية.
يعمل الكافيين كمُنشط قوي للجهاز العصبي المركزي، ولهذا السبب يعتبر مادة تُعزز الأداء في الرياضة.
وجدت مراجعة واحدة لـ 40 دراسة أن تناول الكافيين يُحسن نتائج تمارين التحمل بنسبة 12 %، مقارنةً بالعلاج الوهمي.
بالنسبة لتأثير الكافيين على اليقظة العقلية، تُظهر الأبحاث أنه يُحسّن الأداء في كلٍ من المهام البسيطة والمعقدة.
كشفت دراسة أجريت على 48 شخصًا تناولوا مشروبًا يحتوي على 75 أو 150 مجم من الكافيين تحسنًا في أوقات رد الفعل والذاكرة ومعالجة المعلومات، مقارنةً بالمجموعة التي تناولت دواء وهمي.
تُشير دراسات أخرى إلى أن الكافيين قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 عن طريق تحسين حساسية الأنسولين.
أظهرت مراجعة 9 دراسات أجريت على 193473 شخصًا أن شرب القهوة بانتظام يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
علاوة على ذلك، ارتبط تناول الكافيين المعتدل بآثار وقائية ضد الخرف ومرض الزهايمر ومتلازمة التمثيل الغذائي ومرض الكبد الدهني غير الكحولي.
مضادات الأكسدة في القهوة والشاي
تحمي مضادات الأكسدة أجهزة الجسم المختلفة مِن ما يُعرف بالشوارد الحرة، وبذلك قد تحمي أعضاء الجسم المختلفة.
يحتوي الشاي والقهوة على مضادات الأكسدة، في المقام الأول البوليفينول، والتي تساهم في نكهتهما المميزة وخصائصهما المعززة للصحة.
توجد مجموعات عديدة من مادة البوليفينول في الشاي والقهوة.
الثيفلافين Theaflavins، الثيروبيجين Thearubigins، والكاتيكين Catechins هي المكونات الأساسية في الشاي الأسود، في حين أن القهوة غنية بالفلافونويد وحمض الكلوروجينيك (CGA).
اكتشفت دراسة معملية حديثة أن الثيفلافين والثيروبيجين يثبطا نمو خلايا سرطان الرئة والقولون.
كشفت الدراسات التي أجريت على خلايا سرطان الدم عن نتائج مماثلة، مما يشير إلى أن الشاي الأسود قد يكون له خصائص واقية من السرطان، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث.
من ناحية أخرى، وجدت دراسات معملية أخرى على خصائص القهوة المضادة للسرطان أن محتوى حمض الكلوروجينيك CGA يعمل كمثبط قوي لنمو الخلايا السرطانية، ويحمي من سرطان الجهاز الهضمي والكبد.
تُظهر الدراسات طويلة المدى التي أجريت على البشر والمزيد من الأبحاث التي حللت مجموعات أكبر من الأدلة أن القهوة والشاي قد يحميان أيضًا من أنواع أخرى من السرطانات، مثل سرطان الثدي والقولون والمثانة والمستقيم.
بصرف النظر عن نشاطه المضاد للأكسدة، ارتبط البوليفينول بانخفاض معدل الإصابة بأمراض القلب.
ترتبط أيضًا مضادات الأكسدة بقلة معدل أمراض القلب عن طريق:
- تأثيرها المُوسّع للأوعية الدموية
- تأثيرها المُثبط لتكوّن الأوعية الجديدة Anti-angiogenic
- مُضادُّ التَّعَصُّد Anti-atherogenic
توصلت دراسة استمرت 10 سنوات على 74961 شخصًا سليمًا إلى أن شرب 4 أكواب (960 مل) أو أكثر من الشاي الأسود يوميًا كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 21%، مقارنةً بغير شاربي المشروبات الكحولية.
أظهرت دراسة أخرى مدتها 10 سنوات أجريت على 34670 امرأة تتمتع بصحة جيدة أن شرب 5 أكواب (1.2 لتر) أو أكثر من القهوة يوميًا يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 23٪ ، مقارنةً بغير شاربي الكحول.
الشاي والقهوة يعملا على زيادة طاقتك
القهوة
يرفع الكافيين في القهوة مستويات الطاقة لديك.
يزيد الكافيين من اليقظة ويقلل التعب عن طريق زيادة مستويات الدوبامين ومنع الأدينوزين.
الدوبامين هو المرسل الكيميائي المسئول عن تأثير القهوة العصبي، لأنه يزيد من معدل ضربات القلب. كما أنه يؤثر على نظام المكافأة في دماغك، مما يزيد من خصائص إدمان القهوة.
من ناحية أخرى، للأدينوزين تأثير يعزز النوم. وبالتالي، من خلال منعه، يقلل الكافيين من شعورك بالتعب.
علاوة على ذلك، فإن تأثير القهوة على مستويات الطاقة لديك يحدث على الفور تقريبًا.
بمجرد تناولها، يمتص جسمك 99 % من الكافيين في غضون 45 دقيقة، ولكن تظهر ذروة تركيز الدم في وقت مبكر بعد 15 دقيقة من تناوله.
هذا هو السبب في أن الكثير من الناس يفضلون فنجان من القهوة عندما يحتاجون إلى زيادة فورية في الطاقة.
الشاي
على الرغم من أن الشاي يحتوي على نسبة منخفضة من الكافيين، إلا أنه غني بـالثيانين L-theanine، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحفز عقلك أيضًا.
على عكس الكافيين، قد يوفر الثيانين L-theanine تأثيرات مضادة للتوتر عن طريق زيادة موجات ألفا في دماغك، مما يساعدك على الهدوء والاسترخاء.
هذا يتصدى للتأثير المثير للكافيين ويمنحك حالة ذهنية مريحة ولكن يقظة دون الشعور بالنعاس.
وجدت الدراسات أن تناول الثيانين L-theanine جنبًا إلى جنب مع الكافيين - كما هو الحال في الشاي - قد يساعدك في الحفاظ على اليقظة والتركيز والانتباه والحدة.
قد يكون هذا المزيج هو السبب في أن الشاي يمنحك طاقة مهدئة وأكثر سلاسة من القهوة.
خسارة وزن محتملة
بسبب تركيز الكافيين العالي، قد تساعدك القهوة على خسارة الوزن.
قد يزيد الكافيين من عدد السعرات الحرارية التي تحرقها بنسبة 3-13%، ويحافظ على هذا التأثير لمدة 3 ساعات بعد تناوله، مما يؤدي إلى حرق 79-150 سعرًا حراريًا إضافيًا.
ارتبطت القهوة أيضًا بخصائص حرق الدهون عن طريق تثبيط إنتاج الخلايا الدهنية. عزت بعض الدراسات هذا التأثير إلى محتواها من حمض الكلوروجينيك.
أفادت دراسة أجريت على 455 شخصًا أن تناول القهوة بانتظام كان مرتبطًا بانخفاض الأنسجة الدهنية في الجسم. وجدت مراجعة 12 دراسة نتائج مماثلة أيضًا، مما يشير إلى أن حمض الكلوروجينيك يساعد في خسارة الوزن واستقلاب الدهون.
من ناحية أخرى، يبدو أن بوليفينول الشاي مثل الثيفلافين يساهم أيضًا في خسارة الوزن.
وجد أن الثيفلافين Theaflavins يثبط ليباز البنكرياس، وهو إنزيم يلعب دورًا رئيسيًا في التمثيل الغذائي للدهون.
تُظهر الدراسات التي أجريت على الفئران أن بوليفينول الشاي قد يقلل من تركيزات الدهون في الدم ويقلل من زيادة الوزن - حتى عندما تتبع الحيوانات نظامًا غذائيًا عالي الدهون.
يبدو أيضًا أن بوليفينول الشاي الأسود يغير تنوع ميكروبيوتا الأمعاء، أو البكتيريا الصحية في أمعائ ، مما قد يؤثر على إدارة الوزن.
مرة أخرى، لاحظت الدراسات التي أجريت على الفئران أنه من خلال تغيير ميكروبيوتا الأمعاء، قد يساعد بوليفينول الشاي في خسارة الوزن ومنع زيادة الدهون.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث البشري لتأكيد هذه النتائج.
هل الشاي أم القهوة أفضل؟
على الرغم من ارتباط القهوة بآثار جانبية متعددة، مثل قصور القلب وزيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، إلا أن الأبحاث تظهر أن الاستهلاك المعتدل آمن ومفيد.
على الرغم من اختلاف مكوناتهما المضادة للأكسدة، فإن القهوة والشاي الأسود مصدران ممتازان لهذه المركبات المهمة، والتي قد تحمي من الأمراض المختلفة، بما في ذلك أمراض القلب وبعض أشكال السرطان.
تشمل الادعاءات الصحية الأخرى المنسوبة إلى القهوة الحماية من مرض باركنسون وتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وتليف الكبد. من ناحية أخرى، قد يحمي الشاي من تسوس الأسنان وحصى الكلى والتهاب المفاصل.
تحتوي القهوة على نسبة كافيين أعلى من الشاي، مما قد يكون مفيدًا لمن يبحثون عن علاج فوري للطاقة. ومع ذلك، قد تسبب القلق وضعف النوم لدى الأشخاص الحساسين.
أيضًا، نظرًا لتأثير الكافيين على عقلك، قد يؤدي تناول القهوة بكثرة إلى الاعتماد أو الإدمان.
إذا كنت شديد الحساسية للكافيين، فقد يكون الشاي هو الخيار الأفضل. يحتوي على الثيانين L-theanine، وهو حمض أميني له خصائص مهدئة قد تريحك بينما تبقى متيقظًا.
علاوة على ذلك، يمكنك اختيار خيار منزوع الكافيين إما من المشروبات أو اختيار شاي الأعشاب، وهو طبيعي خالٍ من الكافيين. على الرغم من أنهم لن يقدموا نفس المزايا، إلا أنهم قد يقدمون مزايا خاصة بهم.
ختامًا
كمية الكافيين الموجودة في القهوة قد تكون أسرع في التأثير من الشاي وتصل لقمتها في وقت قصير بينما الشاي يرفع الطاقة بشكل تدريجي.
كلا المشروبين آمنين في تناولهما المعتدل.
المصادر