إعلان الرئيسية


ما علافة الارتجاع المعدي المريئي بالمرارة؟


يُعدُّ مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) ومرض المرارة من الحالات الشائعة التي قد تُسبب الغثيان والألم في الجزء العلوي من البطن. ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كان للحالتين صلة مباشرة.


يبحث هذا المقال مرض الارتجاع المعدي المريئي ومرض المرارة، بما في ذلك أوجه التشابه والاختلاف بينهما، وما إذا كانت الحالتان مرتبطتان، وما إذا كانت إحداهما قد تُسبب الآخرى.

المرارة والارتجاع المعدي المريئي


مرض المرارة والارتجاع المعدي المريئي حالتان طبيتان مختلفتان. في الارتجاع المعدي المريئي، ترتد محتويات المعدة إلى المريء، مُسببة إحساسًا بالحرقان. وهذا ما يُعرف بحرقة المعدة أو ارتداد الحمض.


توجد المرارة أسفل الجهاز الهضمي حيث تُخزن العصارة الصفراوية التي تُشبه حمض المعدة من حيث أنها سائل يساعد على الهضم، ولكنها قلوية عكس حمض المعدة شديد الحموضة.


يظهر مرض المرارة عندما تُصاب المرارة بالعدوى أو الالتهاب أو تكوّن حصوات المرارة، وهي عبارة عن رواسب صلبة من الصفراء، ويَنتج عن هذا ألم وتورم.


هل توجد علاقة بين مرض المرارة والارتجاع المعدي المريئي؟


لا يزال العلماء يستكشفون ما إذا كانت هناك علاقة بين مرض الارتجاع المعدي المريئي ومرض المرارة.


هل ارتجاع المريء يُسبب مشاكل في المرارة؟


العلاقة بين مشاكل الارتجاع المعدي المريئي والمرارة غير واضحة.


في دراسة عام 2015، وجد الباحثون أنه من بين 604 شخصًا مصابين بالارتجاع المعدي المريئي، كان أكثر من 13 % منهم مصابين بحصوات في المرارة، وهي أعلى من المعدلات لدى عامة السكان. من بين الأشخاص غير المصابين بالارتجاع المعدي المريئي، يعاني ما يقرب من 6 % من الذكور و 9 % من الإناث من حصوات المرارة. قد يشير هذا إلى وجود بعض الارتباط بين الحالتين.


ومع ذلك، فإن حصوات المرارة ليست شائعة، ويعتقد العلماء أن المعدلات تزداد بسبب السمنة. تعتبر السمنة أيضًا عامل خطر للإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي، حيث يؤدي الوزن الزائد إلى الضغط على المريء، لذلك قد تكون كلتا الحالتين أكثر احتمالية في الأشخاص الذين لديهم أوزان أعلى.


سببٌ آخر محتمل لارتفاع معدلات حصوات المرارة لدى المصابين بالارتجاع المعدي المريئي عبارة عن الأدوية. تشير دراسة صغيرة من عام 2006 إلى أن مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، وهي أدوية شائعة للارتجاع المعدي المريئي، قد تقلل من وظيفة المرارة وتزيد من تكوين حصوات المرارة.


هل مشاكل المرارة قد تُسبب ارتجاع المريء؟


لا توجد أدلة كثيرة على أن أمراض المرارة تُسبب ارتجاع المريء. ومع ذلك، فإن استئصال المرارة عامل خطر لارتداد الصفراء، وفقًا لدراسة أُجريت عام 2021.


المرارة تُخزن الصفراء. بدونها، قد تنتقل الصفراء إلى المعدة، مما قد يُسبب أعراضًا تُشبه إلى حدٍ بعيد ارتجاع المريء.

يوضح الجدول التالي الفرق بين الحالتين:

 

الارتجاع المعدي المريئي

مرض المرارة

الأعراض الأكثر شيوعًا

o حرقة من المعدة

o ارتجاع الحمض

o قلس أو ارتجاع السائل الحامض

ألم أعلى البطن ناحية اليمين قد ينتشر إلى الظهر والكتف الأيمن

أعراض أخرى

o صعوبة في البلع

o ألم في الجزء العلوي من البطن

o غثيان

o الغثيان أو القيء

o ضيق في التنفس عند الاستنشاق بسبب الألم

متى تظهر الأعراض؟

بعد الأكل وتزداد سوءًا عند الاستلقاء

تبدأ في كثير من الأحيان بعد الوجبات أو في الليل

كم تستمر الأعراض؟

قد تستمر الأعراض لعدة ساعات بعد الأكل أو حتى يُهضم الطعام

قد يستمر الألم من 15 دقيقة إلى بضع ساعات.


كيف يُشخص الأطباء الارتجاع المعدي المريئي ومرض المرارة؟


عادةً ما يستخدم الأطباء الأعراض التي تظهر على الشخص مع فحص الموجات فوق الصوتية لتشخيص أمراض المرارة مع اختبارات الدم التي قد تُظهر زيادة في خلايا الدم البيضاء وارتفاع علامات الالتهاب.


بالإضافة إلى ذلك، قد يُجري الأطباء اختبار لعلامة مورفي، والذي يتضمن الضغط أسفل الضلوع على الجانب الأيمن ومطالبة المريض بالاستنشاق. الاستنشاق يجعل المرارة قريبة من أصابع الطبيب. إذا كانت المرارة ملتهبة، فسيؤدي ذلك إلى الشعور بالألم وعدم القدرة على الشهيق.


لا توجد اختبارات قياسية ذهبية لتشخيص ارتجاع المريء، لذلك يستخدم الأطباء الأعراض الفردية وقد يجربون أدوية الارتجاع المعدي المريئي لمعرفة ما إذا كانت تساعد.


ومع ذلك، إذا ظهر على شخصٍ ما أعراض مقلقة، بما في ذلك فقر الدم، أو خسارة الوزن، أو صعوبات في البلع، أو تقيؤ الدم، يقوم الأطباء بتقييم المريء والمعدة والاثني عشر (EGD) بالمنظار. يسمح هذا الإجراء للطبيب بفحص المريء والمعدة والاثني عشر.


يميز الأطباء بين مرض المرارة ومرض الارتجاع المعدي المريئي بناءً على أعراض الفرد والفحص البدني واختبارات التصوير.


هل ستساعد إزالة المرارة في علاج ارتجاع المريء؟


يوجد القليل من الأدلة التي تُشير إلى أن استئصال المرارة يساعد في علاج أعراض الارتجاع المعدي المريئي. 


ما أسباب الارتجاع المعدي المريئي الأخرى؟


يحدث الارتجاع الحمضي عندما لا تنغلق العضلة العاصرة السفلية للمريء جيدًا، مما يسمح للعصارة الهضمية بالارتجاع إلى المريء.


قد تُسبب بعض الظروف الصحية ارتداد الحمض. وتشمل هذه الظروف الفتق الحجابي، عندما ينتفخ الجزء العلوي من المعدة من خلال الحجاب الحاجز إلى تجويف الصدر. هذا يعني أن العضلة العاصرة للمريء السفلية لا يمكنها العمل كما ينبغي.


فتق الحجاب الحاجز حالة شائعة تؤثر على 55-60 % للأفراد فوق سن الخمسين وهو سبب رئيسي للارتجاع المعدي المريئي.


تشمل العوامل الأخرى التي قد تُسبب الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي الأشياء التي تضغط على المريء أو تؤثر على طريقة عمله. وتشمل:

  • الاستلقاء بعد الوجبات
  • البدانة
  • الحمل
  • الاستهلاك العالي للكحول
  • اضطرابات النسيج الضام
  • أنواع عديدة من الأدوية، بما في ذلك:
    • العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، مثل الأسبرين
    • مضادات الكولين، تستخدم في علاج الربو الشعبي وأمراض أخرى
    • حاصرات قنوات الكالسيوم، تستخدم غالبًا في علاج ارتفاع ضغط الدم
    • مضادات الاكتئاب
    • البنزوديازيبينات، تستخدم غالبًا في علاج القلق
    • الجلوكاجون، هرمون ينظم سكر الدم.

التحدث مع الطبيب


إذا اعتقد الشخص أنه مصاب بمرض ارتجاع المريء أو مرض المرارة، فعليه التحدث مع طبيبه في أقرب وقتٍ ممكن. يمكن للطبيب فقط إجراء تشخيص حازم.


تشمل الأعراض التي تتطلب عناية فورية الألم الشديد أو تقيؤ الدم.


قد تتضمن بعض الأسئلة التي يجب طرحها على الطبيب ما يلي:

  • هل أعراضي ناتجة عن مرض المرارة أم مرض ارتجاع المريء؟
  • ما الاختبارات التي أحتاجها لتأكيد التشخيص؟
  • ما أفضل علاج بالنسبة لي؟
  • هل هناك أي تغييرات في نمط الحياة يجب أن أقوم بها؟
  • كم من الوقت سيستغرق تحسن الأعراض؟
  • هل هناك أي مضاعفات يجب أن أكون على علم بها؟
  • ماذا يحدث إذا لم أعالج حالتي؟

إذا كانت الأعراض ناتجة عن الآثار الجانبية للأدوية، أو كان الشخص قلقًا من أن مثبطات مضخة البروتون قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة، فيجب عليهم مناقشة هذا الأمر مع الطبيب. لا تغير الدواء أو الجرعة دون استشارة طبيب مختص.


ختامًا

مرض المرارة والارتجاع المعدي المريئي حالتان مختلفتان قد تُسببان أعراضًا متشابهة. قد توجد أيضًا بعض الروابط بين الحالتين.


على سبيل المثال، تشير بعض الدراسات إلى أن مثبطات مضخة البروتون قد تلعب دورًا في تكوين حصوات المرارة. ومع ذلك، الأدلة عالية الجودة لدعم ذلك قليلة جدًا.


بالإضافة إلى ذلك، قد يُصاب الأشخاص الذين خضعوا لاستئصال المرارة بارتجاع العصارة الصفراوية، والذي قد يُشبه الارتجاع المعدي المريئي. إذا كان لدى أي شخص أي مخاوف من احتمال إصابته بمرض ارتجاع المريء أو ارتجاع المرارة أو مرض المرارة، فيجب عليه التحدث مع الطبيب على الفور.


المصادر
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق