غالبًا ما تستخدم مصطلحات حرقة المعدة، وارتجاع الحمض، والارتجاع المعدي المريئي بالتبادل، ولكن في الواقع لديهم معاني مختلفة إلى حدٍ ما.
الفرق بين حرقة المعدة والارتجاع الحمضي والارتجاع المعدي المريئي
ارتجاع الحمض حالة طبية شائعة قد تتراوح في شدّتها من خفيفة إلى خطيرة، أما الارتجاع المعدي المريئي (GERD) هو الشكل المُزمن والأكثر شدّة من الارتجاع الحمضي، أما الحموضة المعوية تعتبر أحد أعراض ارتجاع الحمض والارتجاع المعدي المريئي.
في هذا المقال نتعرف على المريء والعضلة العاصرة السفلية وكذلك العضلة العاصرة العلوية ونتعرف على حرقة المعدة وارتجاع الحمض وكذلك الارتجاع الحمضي المريئي.
المريء
المريء عبارة عن أنبوب عضلي يَصل الحلق (البلعوم) بالمعدة. يَبلغ طول المريء حوالي 20 سم، ومُبطن بأنسجة وردية رطبة تسمى الغشاء المخاطي. يَمر المريء خلف القصبة الهوائية والقلب وأمام العمود الفقري. قبل دخول المعدة مباشرة، يَمر المريء عبر الحجاب الحاجز.
العضلة العاصرة للمريء العلوية عبارة عن حزمة من العضلات في الجزء العلوي من المريء. تخضع هذه العضلة للتحكم الواعي، وتُستخدم عند التنفس والأكل والتجشؤ والقيء حيث تمنع الطعام والإفرازات من النزول إلى القصبة الهوائية.
العضلة العاصرة للمريء السفلية عبارة عن حزمة من العضلات أيضًا في الطرف السفلي من المريء، حيث يلتقي بالمعدة. عندما يتم إغلاقها، فإنها تمنع محتويات الحمض والمعدة من العودة إلى المريء. لا تخضع عضلات المريء السفلي للسيطرة الطوعية.
إذا ارتخت العضلة بشكلٍ غير طبيعي أو أصبحت ضعيفة، فقد يرجع حمض محتويات المعدة إلى المريء. يؤدي هذا التدفق العكسي المستمر للحمض إلى تهيُّج بطانة المريء، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى التهابها.
ما حُرقة المَعِدة Heartburn؟
مصطلح 'حرقة المعدة' مُضلل (بالانجليزية) بعض الشئ فلا علاقة للقلب بالألم، ولكن تحدث الحموضة المعوية في الجهاز الهضمي وعلى وجه التحديد، في المريء.
تتضمن حُرقة المَعِدة آلامًا خفيفة إلى شديدة في الصدر، وتتداخل أحيانًا مع ألم النوبة القلبية.
بطانة المريء أكثر حساسية من بطانة معدتك، لذا يتسبب الحمض في المريء في إحساس حارق في صدرك.
قد تشعر بالألم بحدّة أو حرقان، وقد يصف بعض الأشخاص حُرقة المَعِدة بأنها حرقة تتحرك حول الرقبة والحلق أو أنها تشعر بعدم الراحة وقد يسوء هذا الإحساس ليلًا.
تحدث حُرقة المَعِدة عادةً بعد تناول الطعام، والانحناء أو الاستلقاء قد يجعل الأمر أسوأ.
من الممكن منع حُرقة المَعِدة عن طريق:
- خسارة الوزن.
- التوقف عن التدخين.
- تناول أطعمة دهنية أقل.
- تجنب الأطعمة الحارة أو الحمضية.
أما إذا كنت تتناول مضادات الحموضة أكثر من عدّة مرات في الأسبوع، فيجب على الطبيب تقييمك فقد تكون حُرقة المَعِدة لديك أحد أعراض مشكلة أكثر شدّة مثل ارتجاع الحمض أو الارتجاع المَعِدي المريئي.
ما الارتجاع الحمضي (GER)؟
إذا كانت العضلة المريئية السفلية (LES) ضعيفة أو لا تغلق بشكلٍ صحيح، قد يتحرك حمض المعدة إلى الخلف إلى المريء وهذا ما يُعرف بالارتجاع الحمضي.
قد يتسبب ارتجاع الحمض في حرقة المعدة وأعراض أخرى تشمل:
- السعال
- إلتهاب الحلق
- طعم مر في الجزء الخلفي من الحلق
- طعم حامض في الفم
- حرقان وضغط قد يمتد حتى عظمة الصدر
ما الارتجاع المعدي المريئي (GERD)؟
الارتجاع المعدي المريئي شكل مُزمن لارتجاع الحمض.
يُشخص عندما يحدث الارتجاع الحمضي أكثر من مرتين في الأسبوع أو يُسبب التهابًا في المريء.
قد يؤدي تلف المريء على المدى الطويل إلى الإصابة بالسرطان.
قد يقل الألم الناتج عن الارتجاع المعدي المريئي باستخدام مضادات الحموضة أو الأدوية الأخرى التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC).
قد تشمل أعراض الارتجاع المعدي المريئي ما يلي:
- رائحة الفم الكريهة
- تلف مينا الأسنان بسبب الحمض الزائد
- حرقة المعدة
- الشعور بأن محتويات المعدة قد عادت إلى الحلق أو الفم
- ألم في الصدر
- السعال الجاف المستمر
- الربو
- مشكلة في البلع
من أسباب الارتجاع المعدي المريئي ما يلي:
- زيادة الوزن أو السمنة، مما يضع ضغطًا إضافيًا على المعدة.
- فتق الحجاب الحاجز(انتفاخ الجزء العلوي من المعدة باتجاه الحجاب الحاجز)، مما يقلل من الضغط في العضلة المريئية السفلى.
- التدخين
- استهلاك الكحول
- الحمل
- تناول الأدوية المعروفة التي تُضعف العضلة، مثل مضادات الهيستامين، وحاصرات قنوات الكالسيوم، والأدوية المسكنة للألم، والمهدئات، ومضادات الاكتئاب.
قد تؤدي أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي إلى تعطيل حياتك اليومية. لحسن الحظ، يمكن السيطرة عليها بالعلاج وتغيير نمط الحياة. تشمل الخيارات:
- تعديل النظام الغذائي
- خسارة الوزن الزائد
- الإقلاع عن التدخين
- التوقف عن تناول الكحول
كيف يُشخص الارتجاع المعدي المريئي؟
تشمل الاختبارات التي سيستخدمها طبيبك للمساعدة في تشخيص الارتجاع المعدي المريئي ما يلي:
- دراسة 24-hour impedance-probe study: تتضمن هذه الدراسة إدخال أنبوب مرن في أنفك ودفعه إلى المريء حيث يحتوي الأنبوب على مستشعرات يمكنها اكتشاف ما إذا كان الحمض يتدفق عبر المريء أم لا.
- المنظار Upper endoscopy: يتضمن هذا الاختبار استخدام أنبوب خاص مع كاميرا في نهايته (عند التخدير)، يمكن تمرير الأنبوب من فمك إلى معدتك وجزء من الأمعاء الدقيقة.
قد يساعد اختبار المنظار الطبيب في تحديد أي علامات تلف أو أورام أو التهاب أو تقرحات في هذه المناطق، وسيأخذ طبيبك عادة عينة نسيج أيضًا.
ختامًا
ختامًا
حُرقة المعدة ما هي إلا عَرض من أعراض الارتجاع الحمضي وإذا استمر الارتجاع الحمضي أكثر من مرتين فقد يكون مزمنًا ويؤدي إلى الارتجاع المعدي المريئي المزمن.
المصادر