إعلان الرئيسية

مناعة القطيع



مناعة القطيع أو المناعة الجماعية أو مناعة الجماعة (Herd immunity) هي نوع من أنواع الحماية غير المُباشرة من مرضٍ معدٍ(مثل الفيروسات والبكتيريا)، وتنشأ عندما تكتسبُ نسبةٌ كبيرةٌ من المجتمع مناعةً لعدوًى معينة، إما بسبب الإصابة بالعدوى مسبقًا أو اللقاح، مما يُوفر حماية للأفراد غير المحصنين ضد المرض. 

مناعة القطيع


إذا كانت نسبة كبيرة من الأشخاص تمتلك مناعة لمرضٍ معين، فإن ذلك يساهم في عدم نقل المرض للآخرين، وبالتالي يحتمل أن تتوقف دورات العدوى، مما يؤدي إلى منع أو إبطاء انتشار المرض. 

كُلما زادت نسبة الأشخاص المحصنين في المجتمع، كلما يقلُ احتمال اختلاط الأفراد غير المحصنين مع أشخاص ناقلين للمرض، مما يُساعد على حمايتهم من العدوى.

إذا حدثت إزالة للمرض في جميع أنحاء العالم، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاضٍ دائمٍ في عدد حالات العدوى حتى تصل إلى صفر، وحينها يُسمى بالاستئصال Eradication.

ساهمت مناعة القطيع عن طريق التلقيح في استئصال مرض الجُدَرِي (مرض معدي ذو أصل فيروسي شديد العدوى) في عام 1977 مـ.

كيف تنشأ/تحدث مناعة القطيع Herd immunity؟


تنشأ مناعة القطيع نتيجة حالتين:-
  • إصابة الإنسان بالفيروس وتعافيه منه، فيشكل مناعة ضد هذا الفيروس بصورة دائمة أو مؤقتة.
ولهذا النوع عيوبه ومنها:-

عندما تترك الفيروس ينتشر بسهولة بين الناس سيصيب كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة، وهم الفئات الأكثر عٌرضة للإصابة بأعراض شديدة للفيروس والأكثر عُرضة للوفاة جرّاء الفيروس.

 لن تستوعبه الأنظمة الصحية عدد الحالات الكبير جدًا وبالتالي لن تُقدم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى.

قد يغير الفيروس من شكله وتحدث طفرات، وبالتالي لن تصبح المناعة المُكتسبة ذات جدوى.

أما مميزاته

لا يخضع هذه النظام لإجراءات العزل الصحي وبذلك لن تتغير الحياة اليومية للسكان مما سيقلل الآثار الاقتصادية السلبية للفيروس.

رغم ضخامة العدد الذي سيصاب بالفيروس إلا أن 20 % منهم فقط سيحتاجون لرعاية طبية والباقي سيتماثل للشفاء دون تدخل طبي.
  • تلقي الإنسان التطعيم أو اللقاح المناسب للفيروس مما سينشأ عنه مناعة مصطنعة مُسبقًا، مما يجعله يتغلب على الفيروس عند إصابته في أي وقت أيضًا (يحدث ذلك مع التطعيمات الإجبارية للأطفال).
في كلتا الحالتين تنشأ مناعة للأغلبية مما سيجعل انتشار الفيروس صعبًا جدًا فالغالبية محصنة ضد الفيروس.

ملاحظات على مناعة القطيع 


لا يُمكن تطبيق مناعة القطيع على جميع الأمراض، ويُطبق فقط على الأمراض السارية ( الأمراض التي تنتقل من شخصٍ لآخر). مثلًا، مرض الكزاز أو التيتانوس يُعتبر مرضًا مُعديًا وليس ساريًا، بالتالي لا يُمكن تطبيق مناعة القطيع عليه.

استخدام مُصطلح مناعة القطيع‏ للمرة الأولى في عام 1923 مـ، واعتُرف به ظاهرةً تحدثُ طبيعيًا في ثلاثينيات القرن العشرين، وذلك عندما لوحظ أنه بعد تطوير عدد كبيرٍ من الأطفال لمناعةٍ ضد الحصبة، فإنَّ عدد الإصابات الجديدة انخفض مؤقتًا، خصوصًا بين الأطفال المُعرضين لخطر الإصابة به.

ما هي نسبة السكان الذين يجب أن تكون لديهم مناعة من أجل تحقيق مناعة القطيع؟ 


يختلف الأمر من مرض لآخر. كلما كان المرض مُعديًا أكثر، زادت نسبة السكان الذين يجب أن تتكون لديهم مناعة ضد المرض لوقف انتشاره. على سبيل المثال، الحصبة مرضٌ مُعْدٍ جدًا. تشير التقديرات إلى أن 94% من السكان يجب أن تكون لديهم مناعة لقطع سلسلة انتقال العدوى.

ختامًا

لابد من الأخذ بإجراءات التباعد الاجتماعي حتى يمكن على الأقل تقليل انتشار الفيروس وبالتالي تقليل عدد الحالات المصابة حتى لا تُصاب الأنظمة الصحية بالشلل.

المصادر

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق