إعلان الرئيسية


العرقسوس: هل يعتبر صحيًا بشكل عام؟



يعتبر جذر عرق السوس أحد أقدم العلاجات العشبية في العالم.

يعود أصل عرق السوس إلى غرب آسيا وجنوب أوروبا، وقد استخدم منذ فترة طويلة لعلاج الأمراض المختلفة وفي صناعة الحلويات والمشروبات والأدوية

على الرغم من هذا التاريخ، إلا أن بعض استخداماته فقط مدعومة بالبحث العلمي. علاوة على ذلك، قد يحمل عرق السوس العديد من المخاطر الصحية.

تشير كلمة 'عرق السوس' إلى جذر نبات يُسمى Glycyrrhiza glabra.

يحتوي جذر عرق السوس على مركبات صابونين من نوع Triterpenoid saponin، وأهم هذه المركبات هو جلاسيريزين Glycyrrhizin، وهي مادة أحلى ٥٠ مرة من السكر، لذلك يُستخدم غالبًا كمُحلي طبيعي وتتحلل هذه المادة في الأمعاء إلى  حمض جليسيرريتينيك glycyrrhetinic acid بواسطة البكتيريا الموجود في الأمعاء.

يوجد ١٢ نوعًا من جذور عرق السوق تختلف عن بعضها في الطعم. 

العرقسوس: هل يعتبر صحيًا بشكل عام؟


لعرق السوس فوائد كثيرة، ولكن له آثار جانبية تمنع تناوله للعديد من الناس كما أنه قد يتتداخل مع بعض الأدوية وفي هذا المقال سنوضح ذلك.

كيف يُستخدام جذر عرق السوس؟


يعود الاستخدام الطبي لعرق السوس إلى مصر القديمة، حيث تم تحويل الجذر إلى مشروب حلو للفراعنة.

كما استخدم في الأدوية الصينية والشرق أوسطية واليونانية التقليدية لتهدئة اضطراب المعدة وتقليل الالتهاب وعلاج مشاكل الجهاز التنفسي العلوي.

  • الاستخدامات المعاصرة

اليوم، يستخدم الكثير من الناس جذر عرق السوس لعلاج أمراض مثل حرقة المعدة، والارتجاع الحمضي، والهبّات الساخنة، والسعال، والالتهابات البكتيرية والفيروسية، ومتوفر على شكل كبسولات أو مكملات سائلة.

بالإضافة إلى ذلك، يُقال أن شاي عرق السوس يهدئ التهاب الحلق، بينما يُزعم أن الجيل الموضعي يعالج الأمراض الجلدية مثل حب الشباب أو الأكزيما.

علاوة على ذلك، يستخدم عرق السوس كنكهة لبعض الأطعمة والمشروبات.

من المثير للدهشة أن العديد من حلوى عرق السوس ليست بنكهة جذر عرق السوس ولكن بزيت اليانسون - وهو زيت أساسي من نبات اليانسون (Pimpinella anisum) له طعم مماثل.

  • المركبات النباتية

بينما يحتوي على المئات من المركبات النباتية، فإن المركب النشط الأساسي لجذر عرق السوس هو جلاسيريزين glycyrrhizin.

جلاسيريزين Glycyrrhizin مسؤول عن الطعم الحلو للجذر، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات والميكروبات.

ومع ذلك، ترتبط مادة جلاسيريزين glycyrrhizin أيضًا بالعديد من الآثار الضارة لجذر عرق السوس. نتيجة لذلك، تستخدم بعض المنتجات عرق السوس المعدل (DGL)، والذي تمت إزالة الجلاسيريزين منه.

فوائد عرق السوس  الصحية


  • العرقسوس قد يقلل من ارتجاع الحمض وعسر الهضم

غالبًا ما يستخدم مستخلص جذر عرق السوس للتخفيف من أعراض عسر الهضم، مثل ارتجاع الحمض واضطراب المعدة وحرقة المعدة.

في دراسة استمرت 30 يومًا على 50 بالغًا يعانون من عسر الهضم، أدى تناول 75 مجم من كبسولة عرق السوس مرتين يوميًا إلى تحسُّن كبير في الأعراض، مقارنةً بالعلاج الوهمي.

قد يخفف مستخلص جذر عرق السوس أيضًا من أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، بما في ذلك الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة.

في دراسة استمرت 8 أسابيع على 58 بالغًا يعانون من ارتجاع المريء، أدت جرعة منخفضة من حمض الجليسيرتينيك مع العلاج القياسي إلى تحسُّن كبير في الأعراض.

أشارت دراسة أخرى أُجريت على 58 بالغًا يعانون من ارتجاع المريء إلى أن الاستخدام اليومي لجذر عرق السوس كان أكثر فاعلية في تقليل الأعراض على مدى عامين من مضادات الحموضة الشائعة الاستخدام.

في حين أن هذه النتائج واعدة، إلا أنه من الضروري إجراء دراسات بشرية أكبر.

  • قد يساعد في علاج قرحة المعدة والأمعاء

قرحة المعدة أو الأمعاء عبارة عن تقرحات مؤلمة تظهر في معدتك أو أسفل المريء أو الأمعاء الدقيقة. تحدث عادةً بسبب الالتهاب الناتج عن بكتيريا الحلزونية البوابية.

قد يساعد مستخلص جذر عرق السوس و glycyrrhizin في علاج القرحة الهضمية.

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن مستخلص عرق السوس بجرعات (200 مجم لكل كجم) من وزن الجسم يحمي من هذه القرحة بشكلٍ أفضل من أوميبرازول، وهو دواء شائع للقرحة الهضمية.

في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث على البشر، أظهرت دراسة لمدة أسبوعين على 120 بالغًا أن تناول مستخلص عرق السوس بالإضافة إلى العلاج القياسي يقلل بشكل كبير من وجود بكتيريا الملوية البوابية (جرثومة المعدة).

  • العرقسوس يُنظف الجهاز التنفسي 
 
قد يساعد تناول عرق السوس الجسم على إنتاج مخاط صحي. 

قد تبدو زيادة إنتاج البلغم غير منطقية لنظام القصبات الهوائية الصحي. ومع ذلك، فإن العكس هو الصحيح حيث يحافظ إنتاج البلغم النظيف والصحي على عمل الجهاز التنفسي دون انسداد المخاط اللزج القديم.

  • العرقسوس يُقلل التوتر والشعور بالإجهاد
  • قد يساعد في علاج السرطان

أثبتت بعض الدراسات أن جذر عرق السوس قد يساعد في علاج سرطان الثدي والبروستاتا  كما تدمجه بعض الممارسات الصينية في علاج السرطان.

  • قد يساعد في علاج بعض مشاكل البشرة

يحتوي جذر عرق السوس على أكثر من 300 مركب، يُظهر بعضها تأثيرات قوية مضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا ومضادة للفيروسات.

على وجه الخصوص، تربط الدراسات التي أُجريت على الحيوانات وأنابيب الاختبار بين جلاسيريزين  وبين الفوائد المضادة للالتهابات ومضادات الميكروبات.

نتيجة لذلك، يستخدم مستخلص جذر عرق السوس لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية ، بما في ذلك حب الشباب والأكزيما.

في دراسة استمرت أسبوعين على 60 بالغًا، أدى تطبيق جيل موضعي يحتوي على خلاصة جذر عرق السوس إلى تحسُّن ملحوظ في الأكزيما.

على الرغم من استخدام جل عرق السوس الموضعي أيضًا لعلاج حب الشباب، إلا أن الأبحاث حول فعاليته مختلطة ومحدودة تمامًا.

  • قد يحمي من التسوس

قد يساعد جذر عرق السوس في الحماية من البكتيريا التي قد تؤدي إلى تسوس الأسنان.

أعطت دراسة استمرت 3 أسابيع 66 طفلًا في سن ما قبل المدرسة مصاصات خالية من السكر تحتوي على 15 مجم من جذر عرق السوس مرتين يوميًا خلال الأسبوع الدراسي، ووجدت أن ذلك يقلل بشكلٍ كبير من عدد بكتيريا Streptococcus mutans، والتي تُعدُّ السبب الرئيسي للتسوس.

تُظهر دراسات أنبوب الاختبار أيضًا أن مستخلص جذر عرق السوس فعّال في الحماية من البكتيريا المرتبطة عادةً بالتسوس وتسوس الأسنان.

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول الجرعة والشكل الأمثل لجذر عرق السوس.

فوائد العرق سوس



الفوائد المحتملة الأخرى لعرق السوس


يرتبط مستخلص جذر عرق السوس بالعديد من الفوائد المحتملة الأخرى:

  • مساعدة مرضى السكري. في دراسة استمرت 60 يومًا على الفئران، أدى تناول مستخلص جذر عرق السوس يوميًا إلى تحسن كبير في مستويات السكر في الدم وصحة الكلى. لم يتم تأكيد هذا التأثير في البشر.

  • تقليل أعراض سن اليأس. تم اقتراح خلاصة جذر عرق السوس كعلاج للهبّات الساخنة أثناء انقطاع الطمث. ومع ذلك، فإن الأدلة على فعاليتها لهذا الغرض محدودة.

  • زيادة خسارة الوزن. تشير بعض الدراسات إلى أن مستخلص جذر عرق السوس يقلل من مؤشر كتلة الجسم (BMI) ويدعم خسارة الوزن الزائد. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى أي آثار على الوزن.

  • يساعد في علاج التهاب الكبد سي C. أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على أنبوب الاختبار إلى أن إضافة glycyrrhizin إلى علاج التهاب الكبد سي C القياسي قلل بشكلٍ كبير من انتشار الفيروس. في حين أن هذه النتائج واعدة، لم يتم تأكيدها على البشر.

الأضرار المٌحتملة لعرق السوس


اعتبرت إدارة الغذاء والدواء (FDA) أن جذر عرق السوس معترف به عمومًا على أنه آمن للاستخدام في الأطعمة.

ومع ذلك، لا تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حاليًا بتقييم أو التحقق من المكملات الغذائية من أجل نقاء أو فعالية أو دقة وضع العلامات على المكونات.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الاستخدام قصير المدى لمكملات جذر عرق السوس والشاي آمنًا على نطاق واسع. ومع ذلك، قد تؤدي الجرعات الكبيرة إلى آثار ضارة، ويجب على بعض الأفراد الذين يعانون من ظروف صحية معينة تجنبه.

تناول الكثير من جذر عرق السوس


قد يؤدي الاستخدام المزمن والجرعات الكبيرة من منتجات جذر عرق السوس إلى تراكم الجلسرزيزين في جسمك.

ثبت أن المستويات المرتفعة من الجلسرزيزين تسبب زيادة غير طبيعية في هرمون الإجهاد الكورتيزول، مما قد يسبب اختلالات في مستويات السوائل والمعادن لديك.

نتيجة لذلك، قد تؤدي الجرعات المزمنة والكبيرة من منتجات جذر عرق السوس إلى ظهور العديد من الأعراض الخطيرة، بما في ذلك:

  • انخفاض مستويات البوتاسيوم
  • ارتفاع ضغط الدم
  • ضعف العضلات
  • عدم انتظام ضربات القلب

في حين أنه نادر الحدوث، قد يحدث تسمم عرق السوس. قد يؤدي إلى فشل كلوي أو فشل القلب الاحتقاني أو تراكم السوائل الزائدة في الرئتين (الوذمة الرئوية).

وبالتالي، يُنصح الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب الاحتقاني أو أمراض الكلى أو انخفاض مستويات البوتاسيوم بتجنب منتجات عرق السوس المحتوية على الجليسيرزين تمامًا.

الحمل والرضاعة وعرق السوس


قد يؤثر استهلاك الكثير من عرق السوس - والجليسرزيزين على وجه الخصوص - أثناء الحمل بشكل سلبي على نمو دماغ طفلك.

في إحدى الدراسات، كان الأطفال المولودين لأمهات تناولن كميات كبيرة من منتجات عرق السوس المحتوية على الجليسيررهيزين أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة بضعف الدماغ في وقت لاحق من الحياة.

لذلك، يجب على النساء الحوامل تجنب مكملات عرق السوس والحد من تناوله في الأطعمة والمشروبات.

بسبب نقص الأبحاث، يجب على الأطفال والنساء المرضعات أيضًا تجنب منتجات عرق السوس.

تناول عرق السوس مع الأدوية

ثبت أن جذر عرق السوس يتفاعل مع العديد من الأدوية، بما في ذلك:

  • أدوية ضغط الدم
  • مميعات الدم، مثل الوارفارين Warfarin.
  • أدوية خفض الكوليسترول ، بما في ذلك الستاتين
  • مدرات البول، بما في ذلك (هيدروكلوروثيازيد) و(سبيرونولاكتون)
  • موانع الحمل القائمة على هرمون الاستروجين
  • العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات)
يجب على الأشخاص الذين يتناولون أيًا من هذه الأدوية تجنب منتجات جذر عرق السوس ما لم يوجه مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم بخلاف ذلك.
  • لا يجب تناول العرقسوس مع الأشخاص الذين يتناولون دواء لانوكسين (Lanoxin)  الذي يحتوي على  (digoxin).
يستخدم هذا الدواء لعلاج قصور القلب الاحتقاني وضربات القلب غير المنتظمة.

جرعات وأشكال جذر عرق السوس


كمكمل، يأتي مستخلص جذر عرق السوس في عدة أشكال، بما في ذلك الكبسولات والمساحيق والصبغات والمواد الهلامية الموضعية والشاي. يمكن أيضًا شراء الجذر نفسه إما طازجًا أو مجففًا.

لا يوجد حاليًا توصيات قياسية للجرعات. ومع ذلك، توصي كل من منظمة الصحة العالمية (WHO) واللجنة العلمية الأوروبية للأغذية (SCF) بالحد من تناول glycyrrhizin بما لا يزيد عن 100 مجم في اليوم.

والجدير بالذكر أن أولئك الذين يتناولون كميات كبيرة من منتجات عرق السوس قد يحصلون على أكثر من هذه الكمية.

علاوة على ذلك، نظرًا لأن المنتجات لا تشير دائمًا إلى كمية glycyrrhizin، فقد يكون من الصعب تحديد كمية آمنة. نتيجة لذلك، من المهم مناقشة جرعة آمنة وفعالة مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.

خيار آخر هو البحث عن مساحيق أو كبسولات عرق السوس منزوعة الجليسرزيزن (DGL).

هذه المكملات خالية من الجليسيررهيزين glycyrrhizin المسؤول عن معظم الآثار الجانبية لعرق السوس. ومع ذلك، نظرًا لأن هذا المركب يساهم أيضًا في العديد من الفوائد، فمن غير الواضح ما إذا كانت منتجات DGL لها نفس التأثيرات الصحية الإيجابية.

ختامًا 

عرق السوس علاج قديم أظهر بعض الفوائد الصحية المحتملة في الدراسات السريرية والاختبارات المعملية.

 في حين أنه قد يكون مفيدًا لبعض الحالات الصحية، يجب على الأشخاص دائمًا التحقق مع أخصائي الرعاية الصحية من أنه لن يتداخل مع أي أدوية أو يتسبب في آثار جانبية ضارة.

المصادر
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق