إعلان الرئيسية

معدل السكر أو الجلوكوز الطبيعي في الدم



جلوكوز أو سكر الدم هو السكر الذي يحمله مجرى الدم إلى جميع خلايا الجسم لتزويدها بالطاقة، وتحتاج إلى الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي الآمن لتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.

نحصل على هذا السكر من النظام الغذائي، بعدها يُنظم الجسم مستويات الجلوكوز في الدم لتَظل ضمن النطاق الطبيعي لدعم وظائف الجسم الحيوية.

تتغير مستويات الجلوكوز في الدم على مدار اليوم. بعد الأكل، ترتفع المستويات ثم تستقر بعد حوالي ساعة، وتصل لأدنى نقطة قبل الوجبة الأولى من اليوم.

معدل السكر أو الجلوكوز الطبيعي في الدم


في هذا المقال، نُلقي نظرة على المستويات الطبيعية لسكر أو جلوكوز الدم، بالإضافة إلى تقديم لمحة عامة عن الجلوكوز نفسه وكيفية الحفاظ على قراءات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي.

ما معدل السكر الطبيعي في الدم؟


يجب أن يكون مستوى السكر الطبيعي في الدم أثناء الصيام أقل من 99 ملليجرام لكل ديسيلتر (ملجم / ديسيلتر).

في مرضى السكري، ستَزيد المستويات أكثر، فبدلاً من استهداف مستوى معين، فإن الهدف من التحكم في نسبة السكر في الدم سيكون الحفاظ على المستويات ضمن نطاق صحي.

تُوصي جمعية السكري الأمريكية بمستويات مُستهدَفة من 70-130 مجم / ديسيلتر قبل تناول الطعام لمرضى السكري، أما بعد ساعتين من تناول الوجبة، يجب أن تكون مستويات الجلوكوز في الدم أقل من 180 مجم / ديسيلتر.

ما هو الجلوكوز؟


الجلوكوز هو السكر الذي يدور في الدم، ويعمل كمصدر رئيسي للطاقة في الجسم.

عندما تتناول الكربوهيدرات من خلال النظام الغذائي، يقوم الجهاز الهضمي بمعالجتها وهضمها إلى جزيئات سكر ذات أشكال مختلفة لينتج الجلوكوز.

الجلوكوز سكر بسيط يمكن لخلايا الجسم استخدامه وتحويله بسهولة إلى طاقة.

ينتقل السكر مباشرة من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم.

ومع ذلك، لا يمكن للجلوكوز أن يدخل الخلايا إلا إذا كان هناك كمية كافية من الأنسولين تنتشر في مجرى الدم. الأنسولين بروتين يجعل الخلايا جاهزة لتلقي واستقبال الجلوكوز.

ستتضور الخلايا جوعًا بدون أنسولين كافٍ، أو إذا أصبحت مقاوِمة للغاية لتأثيراته.

بعد أن تأكل، تزداد تركيزات السكر في الدم، فيُطلق البنكرياس الأنسولين تلقائيًا لنقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا.

مع تزايد عدد الخلايا التي تتلقى الجلوكوز، تعود مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها.

يُخزن الكبد والعضلات الجلوكوز الزائد على شكل جليكوجين. يلعب الجليكوجين دورًا مهمًا في تحقيق التوازن في الجسم، كما يساعد الجسم على العمل أثناء حالات الجوع والصيام.

إذا لم تأكل لفترة قصيرة، فسوف تنخفض تركيزات الجلوكوز في الدم، بعدها يُطلق البنكرياس هرمونًا آخر يُسمى الجلوكاجون. يؤدي الجلوكاجون إلى تحلل الجليكوجين المُخزن إلى جلوكوز، مما يدفع مستويات السكر في الدم إلى المستوى الطبيعي.

المستويات العالية من الجلوكوز في الدم


غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض السكري - غير المنضبط - ومتلازمة كوشينغ وبعض الأمراض الأخرى من ارتفاع السكر في الدم، كما قد يعاني أيضًا الأشخاص الذين يتناولون أدوية الستيرويدات عن طريق الفم من ارتفاع السكر في الدم أثناء تناول هذه الأدوية.

يحدث ارتفاع السكر في الدم عادةً عندما لا يكون هناك كمية كافية من الأنسولين في الجسم، أو عندما تصبح الخلايا أقل حساسية للأنسولين.

بدون الأنسولين، لا يمكن للجلوكوز أن يدخل الخلايا، فيتراكم في مجرى الدم.

تشمل الأعراض الشائعة لفرط سكر الدم ما يلي:

  • جفاف الفم
  • كثرة التبول
  • زيادة العطش

قد يعاني المُصاب أيضًا من:

  • التعب والضعف
  • الدوار
  • عدم وضوح الرؤية
  • صداع الرأس
  • الغثيان
قد يؤدي ارتفاع السكر في الدم باستمرار أيضًا إلى مقاومة الأنسولين، مما يقلل من الحساسية للأنسولين وكمية الجلوكوز التي تمتصها الخلايا. قد يتطور هذا في النهاية إلى داء السكري من النوع 2.

تؤثر المضاعفات طويلة المدى لمرض السكري غير المنضبط على الأوعية الدموية الصغيرة التي تُغذي الأعصاب والكلى وشبكية العين والأعضاء الأخرى.

تتضمن بعض المشكلات الخطيرة التي يمكن أن تنشأ من ارتفاع السكر في الدم المستمر ما يلي:

  • فقدان البصر
  • أمراض الكلى التي تؤدي إلى الفشل الكلوي
  • الضعف الجنسي لدى الرجال
  • تقرحات القدم
  • ضرر دائم للأعصاب، يُسبب خدرًا ووخزًا
  • ضعف التئام الجروح
  • زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية

ربطت الأبحاث أيضًا بين مستويات السكر في الدم المرتفعة جدًا أو المنخفضة للغاية بالتدهور الإدراكي.

باستخدام تصوير الخلايا العصبية، أظهر الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري والضعف الإدراكي لديهم أيضًا انخفاض في تدفق الدم إلى الدماغ ومجموعة من الحالات الأخرى التي تؤثر على عمليات التفكير.

المستويات المنخفضة من الجلوكوز في الدم


يحدث نقص السكر في الدم عندما تنخفض تركيزات السكر في الدم عن المعدل الطبيعي، ويعتبر الأشخاص المصابون بداء السكري الأكثر عرضة للإصابة بفرط سكر الدم ونقص السكر في الدم.

العلامات والأعراض المُبكرة لنقص السكر في الدم هي:

  • وخز الشفاه
  • ارتجاف اليدين وأجزاء أخرى من الجسم
  • شحوب الوجه
  • التعرق المُفرط
  • خفقان أو زيادة معدل ضربات القلب
  • القلق
  • الدوخة أو الدوار

يحتاج دماغ الإنسان إلى إمداد مستمر من الجلوكوز، لذلك قد يكون للانخفاض الشديد في نسبة الجلوكوز في الدم التأثيرات التالية:

  • الارتباك
  • صعوبة التركيز
  • ظهور صفات عدوانية مضطربة

أقل شيوعًا، قد يعاني الشخص من نوبات أو يفقد وعيه، كما قد يؤدي نقص السكر الشديد في الدم إلى الوفاة بين مرضى السكري.

تتضمن بعض أسباب نقص السكر في الدم ما يلي:

  • داء السكري
  • بعض الأدوية مثل الكينين الذي يستخدم في علاج الملاريا
  • تناول الكثير من الأنسولين
  • شرب الكحول دون تناول الطعام، لأن الكبد قد لا يفرز الجليكوجين
  • بعض الأمراض، ولا سيما التهاب الكبد الحاد واضطرابات الكلى
  • فقدان الشهية

إذا لم تعمل الكلى والكبد بشكل صحيح، فإن تحلل الدواء وإفرازه من الجسم يصبح أكثر صعوبة.

يمكن أن يؤدي الإفراط في إنتاج الأنسولين أو المكملات إلى نقص السكر في الدم. يمكن أن تُسبب بعض الأورام انخفاض نسبة السكر في الدم، لأنها تُنتج مواد كيميائية مشابهة للأنسولين، وقد يستهلك الورم أيضًا الكثير من الجلوكوز بحيث لا يترك ما يكفي لبقية الجسم.

قد يعاني الأشخاص الذين خضعوا لجراحة المجازة المعدية أيضًا من نقص السكر في الدم، حيث سيكونون غير قادرين على تناول نفس كمية الطعام مما كانوا قادرين عليه قبل الجراحة.

وُرَامُ أَرُوْمَاتِ الجُزُرِ البَنْكرياسِيَّة Nesidioblastosis حالة نادرة تتضخم فيها خلايا بيتا، وغالبًا ما تؤدي إلى زيادة إنتاج الأنسولين. تنتج خلايا بيتا الأنسولين في البنكرياس.

الحفاظ على مستويات طبيعة من سكر الدم


يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري إلى توخي الحذر بشكلٍ خاص للحفاظ على مستويات طبيعية من الجلوكوز في الدم، ولكن يجب على الأشخاص غير المصابين بمرض السكري أيضًا اتباع عادات نمط الحياة الصحية لتجنب زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة.

المؤشر الجلايسيمي أو مؤشر نسبة السكر في الدم The glycemic index والحَمل الجلايسيمي Glycemic load 


يعتبر المؤشر الجلايسيمي في الأساس طريقة "لترتيب" الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات وفقًا للسرعة التي تتسبب بها في ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. 

الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع هي الأطعمة التي يتم هضمها وامتصاصها بسرعة أكبر بينما تتحلل الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي بشكل أبطأ، مما يؤدي إلى إطلاق الجلوكوز تدريجيًا في مجرى الدم.

يمكن أن يساعد المؤشر الجلايسيمي الأشخاص على اختيار الأطعمة التي لن تؤثر سلبيًا على مستويات السكر في الدم.

يُعطي المؤشر قيمة لكل طعام. الأطعمة التي تتسبب في ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بشكلٍ كبير وسريع، مثل الحلوى والكعك والوجبات السريعة، تكون مرتفعة المؤشر الجلايسيمي.

أما الأطعمة التي تتسبب في ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بصورة أبطأ، تكون منخفضة المؤشر الجلايسيمي.

يُحدَد هذا الرقم بناءً على كمية الطعام التي ترفع نسبة الجلوكوز بالدم مقارنةً بكمية الجلوكوز النقي التي ترفع نسبة الجلوكوز بالدم، وعادًة ما تُقسَم قيم المؤشر الجلايسيمي إلى ثلاث فئات:

  • مؤشر جلايسيمي منخفض: من 1 إلى 55
  • مؤشر جلايسيمي متوسط: من 56 إلى 69
  • مؤشر جلايسيمي مرتفع: من 70 فأكثر

لذلك عليك اختيار الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض أو المتوسط، وعدم الإفراط في تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع لتجنب ارتفاع مستويات السكر في الدم.

أما الحِمل الجلايسيمي (GL) فيعتمد على المؤشر الجلايسيمي، ويقدم صورة للتأثير الكلي الذي ستحدثه حصة محددة من الطعام على مستويات الجلوكوز في الدم.

الحِمل الجلايسيمي رقم يوضح مقدار ما سيرفعه الطعام من مستوى السكر في الدم بعد تناوله،  ووحدة واحدة من الحِمل الجلايسيمي تُعادل تأثير تناول جرام واحد من الجلوكوز.

مراقبة نسبة السكر في الدم


يراقب الناس نسبة الجلوكوز في الدم عن طريق اختبار مستويات الجلوكوز في الدم بانتظام.

هذه الاختبارات جزء أساسي من السيطرة الفعّالة على مرض السكري. يجب على العديد من مرضى السكري إجراء فحوصات عدّة مرات كل يوم للتخطيط للأنشطة والوجبات، بالإضافة إلى تحديد جرعات الأدوية أو الأنسولين.

يمكن لأي شخص اختبار مستويات الجلوكوز في الدم باستخدام جهاز قياس السكر. وعادة ما تأتي مع مشرط، أو إبر صغيرة، ودفتر لتسجيل النتائج، وشرائط اختبار.

كيف تستخدم جهاز قياس السكر


أجهزة قياس نسبة السكر في الدم سهلة الاستخدام. 

اتخذ الخطوات التالية لاختبار مستوى الجلوكوز في الدم بنجاح:

  • قم بإعداد الجهاز وشريط الاختبار وجهاز الوخز وضمادة الكحول.
  • اغسل يديك بالماء الدافئ والصابون.
  • قم بتشغيل الجهاز، وأدخل شريط الاختبار عندما يكون الجهاز جاهزًا.
  • باستخدام ضمادة كحولية، امسح موقع الحقن المخطط. انتظر حتى يتبخر الكحول.
  • وخز الإصبع بإبرة صغيرة واضغط عليه برفق حتى تتكون قطرة صغيرة من الدم.
  • ضع قطرة الدم على الشريط.
  • انتظر حتى يقوم الجهاز بمعالجة البيانات.
  • اقرأ النتيجة على شاشة جهاز قياس السكر.
  • اتبع تعليمات طبيبك بما يتماشى مع أي قراءة تظهر على الشاشة.
  • احتفظ بسجل لكل قراءة للجلوكوز، حيث يساعد ذلك الأطباء في العثور على أفضل خطة علاج. تسمح الأجهزة الحديثة بالتخزين التلقائي للبيانات.
  • يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 عادةً إلى اختبار تركيزات السكر في الدم مرة واحدة على الأقل يوميًا.


أولئك الذين يتناولون الأنسولين - جميع الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1 والبعض الآخر من النوع 2 -  يتعين عليهم اختبار دمائهم عدّة مرات في اليوم.

يمكن أن تساعد القراءة الدقيقة لمستوى الجلوكوز في الدم في تحقيق تحكم جيد في مرض السكري.

نصائح حول أسلوب الحياة لتحسين مستويات السكر في الدم


غالبًا ما تساعد خيارات نمط الحياة في التحكم في نسبة السكر في الدم.

يمكن أن يساعد تناول نظام غذائي صحي مع الكثير من الفاكهة والخضروات، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين المتوسطة إلى الشديدة كل أسبوع.

تتضمن النصائح الأخرى للتحكم في نسبة السكر في الدم ما يلي:

  • الأكل في أوقات منتظمة وعدم تفويت الوجبات
  • شرب الماء بدلاً من العصير والصودا
  • اختيار الفاكهة بدلا من الحلوى
  • باستخدام التحكم في الكمية، بحيث يكون الطبق النموذجي ربعًا من اللحم، وربعًا من الأطعمة النشوية، ونصف الخضار غير النشوي

يجب على أي شخص يعاني من أعراض انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم مراجعة الطبيب، سواء تم تشخيص إصابته بمرض السكري أم لا.

ختامًا

يجب أن يستهدف الأشخاص مستويات جلوكوز الدم التي تقل عن 99 مجم / ديسيلتر. يمكن أن تؤدي مستويات السكر في الدم غير المنتظمة أو الشديدة إلى الإصابة بمرض السكري ومضاعفات ضارة أخرى.

تعد مراقبة نسبة السكر في الدم في المنزل أفضل طريقة للتأكد من بقاء المستويات ضمن النطاق الصحي.

يمكن أن يؤدي كل من ارتفاع السكر في الدم ونقص السكر في الدم إلى مضاعفات أكثر خطورة لمرض السكري ، لذا فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكر في الدم وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في الحفاظ على توازن السكر في الدم.


سؤال:

هل الشوكولاتة منخفضة السكر أفضل حقًا لجلوكوز الدم؟

الإجابة:

الشوكولاتة منخفضة السكر عبارة عن احتمالين مختلفين. 

  • الشوكولاتة المحلاة ببدائل السكر، مثل كحول السكر. تشمل الأمثلة مانيتول أو إكسيليتول أو إيزومالت (مُحليات صناعية)

في حين أنها عادةً ما تكون منخفضة في السكر العادي (سكر المائدة)، إلا أنها لا تزال تحتوي على الكربوهيدرات ويمكن أن تؤثر على نسبة الجلوكوز في الدم. أيضا، لها تأثير ملين طفيف. 

  • أما الشوكولاتة المحلاة بستيفيا - مُحلي طبيعي - خيار أفضل كطعام له مؤشر جلايسيمي منخفض.

الشوكولاتة الداكنة أفضل من شوكولاتة الحليب، وخاصة الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسبة 70٪ من الكاكاو على الأقل.

عادةً ما يكون للشوكولاتة الداكنة مؤشر جلايسيمي منخفض إلى حد معقول يبلغ 42 وحمل جلايسميي 9. كما هو الحال مع جميع الأطعمة، فإن الاعتدال هو المفتاح، لذا راقب حجم حصتك واقرأ الملصقات الغذائية بعناية.

المصادر 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق