تُستهلَك القهوة السوداء على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. بالطبع، وتعتبر أيضًا قاعدة للعديد من المشروبات الأخرى التي تحتوي على القهوة.
على الرغم من أن القهوة السوداء منخفضة السعرات الحرارية، إلا أنها تحتوي على مادة الكافيين وبعض العناصر الغذائية التي تقدم مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية.
القهوة السوداء: القيمة الغذائية والفوائد الصحية
يستعرض هذا المقال القهوة السوداء وكيفية صنعها وفوائدها الصحية وأضرارها المحتملة.
ما القهوة السوداء؟
القهوة السوداء مشروب مصنوع من حبوب البن المحمصة. تُطحن الحبوب وتُنقع/تُخمر في الماء، مما يُطلق نكهتها ولونها ومحتوى الكافيين والعناصر الغذائية. على الرغم من أن القهوة تُقدم غالبًا ساخنة، إلا أنه يمكن أيضًا تقديمها مثلجة.
في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، عادةً ما يستمتعوا بالقهوة مع وجبة الإفطار. يُفضل معظم الناس تناولها في الصباح لأن محتواها من الكافيين يقدم تأثيرات محفزة قد تساعدهم على الشعور باليقظة والنشاط.
يُضيف الكثير من الناس المُبيض أو الحليب أو السكر أو مُحلي آخر إلى قهوتهم لجعلها كريمية أو لتقليل النكهة المُرة أو كليهما. تدخل القهوة السوداء أيضًا كأساس للعديد من المشروبات الأخرى، بما في ذلك الكابتشينو واللاتيه والماكياتوس.
يوجد العديد من أنواع القهوة السوداء حيث يعتمد النوع على أصل الحبوب وكيف تُحمَص. يمكنك أيضًا شراء القهوة منزوعة الكافيين، والتي تُصنع عن طريق المعالجة الكيميائية لحبوب البن المحمصة لاستخراج محتواها من الكافيين أو بطرق أخرى لا تستخدم مواد كيميائية.
كيف تُحضر القهوة السوداء؟
تحتاج البن المطحون والماء فقط لصنع القهوة السوداء.
يمكنك طحن الحبوب الخاصة بك من حبوب البن الكاملة المحمصة، أو شراء البن المطحون مسبقًا. نظرًا لتوفر العديد من أنواع القهوة، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت والتجريب للعثور على أفضل الأنواع التي تناسب ذوقك.
بمجرد اختيارك لنوع البن المطحون المفضل لديك، توجد عدّة طرق لتخميره/لتحضيره.
فيما يلي بعض الطرق الأكثر شيوعًا لتحضير القهوة السوداء:
- الصب أو التنقيط. يُسكب الماء الساخن فوق البن المطحون الموجود في مرشح ورقي (فلتر)، وتُقطر القهوة المخمرة في الوعاء تحته.
معظم أواني القهوة الكهربائية التي توضع على الطاولة من النوع الذي يتم صبّه. يمكنك أيضًا شراء قوارير على شكل ساعة رملية تستخدم مرشحات مخروطية الشكل.
- مكبس القهوة الفرنسي. يُنقع الماء الساخن والقهوة المطحونة في إبريق لبضع دقائق. بعد ذلك، يُدفَع المكبس ببطء لأسفل في الإبريق، مما يؤدي إلى إجبار القهوة المخمرة على الارتفاع مع الحفاظ على حبيبات القهوة محجوزة في الأسفل. يَجد الكثير من الناس أن هذه الطريقة تُطلق النكهة الأكثر.
- الدورق. تُوضع القهوة والماء في قاع إناء متخصص من غرفتين على الموقد. عندما يغلي الماء، يتم دفعه عبر القهوة المطحونة، وتتجمع القهوة المخمرة في الغرفة العلوية. تستخدم هذه الطريقة بشكلٍ شائع للإسبريسو.
- القهوة الفورية. تشير القهوة الفورية إلى بلورات القهوة التي يمكن مزجها في الماء. تُصنع عن طريق تجفيف القهوة المخمرة، مما يلغي الحاجة إلى إزالة تِفل القهوة. في حين أنها مريحة، يتفق معظم الناس على أنها ليست ألذ طريقة للاستمتاع بالقهوة السوداء.
- القهوة المثلجة. يمكن صنع القهوة المثلجة من القهوة المخمرة بأي طريقة. تُبرد القهوة وتُقدَم عادةً فوق الثلج.
- القهوة الباردة. يُترك الماء البارد والقهوة المطحونة في الثلاجة، غالبًا طوال الليل، بعد ذلك يمكنك تصفيتها باستخدام مرشح أو قماش قطني أو مكبس فرنسي. القهوة الباردة عمومًا يكون مذاقها أكثر سلاسة وتحتوي على نسبة أعلى من الكافيين نظرًا لوقت التحضير الطويل.
القيمة الغذائية للقهوة السوداء
يوفر كوب واحد (240 مل) من القهوة السوداء:
- السعرات الحرارية: 2
- بروتين: 0 جرام
- دهون: 0 جرام
- كربوهيدرات: 0 جرام
- ألياف: 0 جرام
- كافيين: 96 ملجم
- ريبوفلافين (فيتامين ب2): 14 % من حاجتك اليومية (DV)
- نياسين (فيتامين ب3): 3 % من حاجتك اليومية
- ثيامين (فيتامين ب1): 3 % من حاجتك اليومية
- بوتاسيوم: 3 % من حاجتك اليومية
ومع ذلك، ضع في اعتبارك أنه اعتمادًا على وقت التحضير، قد تحتوي القهوة الباردة على نسبة كافيين أكثر بكثير من 96 مجم لكل كوب (240 مل).
تحتوي القهوة أيضًا على كميات صغيرة من الفيتامينات والمعادن الأخرى والبوليفينول، والتي تعتبر مركبات نباتية مفيدة. أحدها هو حمض الكلوروجينيك، والذي قد يقدم بعض الفوائد الصحية مثل مكافحة الالتهاب وتثبيت مستويات السكر في الدم.
بالطبع، قد تختلف القيمة الغذائية والبوليفينول اعتمادًا على العلامة التجارية ونوع القهوة وكيفية تحضيرها/تخميرها.
فوائد القهوة السوداء
يقدم شرب القهوة العديد من الفوائد المحتملة.
- القهوة السوداء قد تساعد في منع السرطان
تُظهر بعض الأدلة أن شرب القهوة قد يقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
وجدت مراجعة واحدة لـ 28 دراسة عن القهوة ومخاطر الإصابة بالسرطان انخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد وسرطان بطانة الرحم كلما كان المشاركون في الدراسة يشربون المزيد من القهوة.
لاحظت مراجعة أخرى نتائج مماثلة ولكنها ذكرت أيضًا أن القهوة قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ومع ذلك، أشارت هذه الدراسة أيضًا إلى أن القهوة ليس لها أي تأثير على مخاطر الإصابة بالسرطان بشكلٍ عام.
لذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم كيفية تأثير شرب القهوة على مخاطر الإصابة بالسرطان بشكلٍ كامل.
- القهوة السوداء قد تحمي من الأمراض العصبية التنكسية
تُستخدم القهوة على نطاق واسع لتعزيز اليقظة حيث يعتبر الكافيين فيها منبه للذهن، أو محفز للدماغ.
لهذا السبب، يبحث العديد من العلماء فيما إذا كان هذا المشروب قد يحمي من مرض الزهايمر والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
وجدت إحدى الدراسات القائمة على الملاحظة التي أُجريت على 360 شخصًا أن القهوة تحمي من تطور مرض باركنسون.
بالإضافة إلى ذلك، فحصت دراسة تناول القهوة لأكثر من 2500 شخص تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر.
ربطت هذه الدراسة القهوة المحتوية على الكافيين بزيادة الأداء العقلي. ومع ذلك، لم تجد مثل هذه الفوائد مع القهوة منزوعة الكافيين.
وجدت مراجعة كبيرة أن القهوة لا تزيد من خطر التدهور المعرفي. ومع ذلك، لم تجد أيضًا صلة قوية بين القهوة وانخفاض خطر التدهور المعرفي.
علاوة على ذلك، وجدت مراجعة أخرى ارتباطًا بين تناول القهوة وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
على هذا النحو، هناك حاجة إلى مزيد من البحث عالي الجودة لفهم أفضل لكيفية تأثير القهوة على مخاطر الأمراض التنكسية العصبية.
- القهوة السوداء قد تمنع تليف الكبد
توفر القهوة بعض الحماية من سرطان الكبد وتليف الكبد، وهو نوع من مرض الكبد المزمن في المرحلة المتأخرة والذي يتميز بالتليف. التليف تندب وموت أنسجة الكبد في نهاية المطاف.
لاحظت العديد من الدراسات كيف أن تناول القهوة قد يُحسّن صحة الكبد. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على الأشخاص المصابين بأمراض الكبد أن أولئك الذين شربوا 4 أكواب (960 مل) من القهوة يوميًا كانوا أقل عُرضة للإصابة بتليف الكبد من أولئك الذين لم يشربوا القهوة.
بالإضافة إلى ذلك، في إحدى المقالات، قال أحد الأطباء أنه يصف 2-4 أكواب (480-960 مل) من القهوة المقطرة يوميًا لمرضى الكبد. يدّعي أن هذا يساعد في إبطاء تقدم المرض إلى تليف الكبد.
من المتوقع أن يكون الكافيين وراء فوائد القهوة الواعدة لصحة الكبد، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
- القهوة السوداء قد تُحسن المزاج والتركيز
تستخدم القهوة السوداء على نطاق واسع للطاقة.
قارنت إحدى الدراسات التي أُجريت على 59 بالغًا تأثيرات القهوة العادية والقهوة منزوعة الكافيين ومشروب وهمي على الحالة المزاجية ووظائف الدماغ.
وجدت أن القهوة العادية قللت وقت رد الفعل وزادت اليقظة مقارنة مع الدواء الوهمي. كما أنها قللت من التعب والصداع أكثر من القهوة منزوعة الكافيين.
ومع ذلك، أفاد شاربو القهوة منزوعة الكافيين أيضًا بمستويات يقظة أعلى من تلك الموجودة في مجموعة الدواء الوهمي. يشير هذا إلى أن القهوة منزوعة الكافيين قد يكون لها تأثير وهمي خاص بها، أو أن المركبات الموجودة في القهوة غير الكافيين قد تساهم في آثارها المعرفية.
- القهوة السوداء قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري
قد يساعد استهلاك القهوة أيضًا في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
على سبيل المثال، وجدت إحدى المراجعات أن شرب 3-4 أكواب (720-960 مل) من القهوة يوميًا قد يَقي من مرض السكري من النوع 2، ربما بسبب محتوى القهوة من الكافيين وحمض الكلوروجينيك.
بشكلٍ مثير للإعجاب، وجدت مراجعة كبيرة لـ 28 دراسة بما في ذلك أكثر من 1.1 مليون مشارك استجابة واضحة تعتمد على الجرعة بين تناول القهوة وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
في حين أن الأشخاص الذين لم يتناولوا القهوة أبدًا أو نادرًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2، فإن الخطر ينخفض مع كل كوب إضافي (240 مل) من القهوة المستهلكة يوميًا، حتى 6 أكواب (1.4 لتر) يوميًا.
وجد هؤلاء الباحثون أيضًا أن شرب القهوة منزوعة الكافيين يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري. يشير هذا إلى أن المركبات بخلاف الكافيين قد تلعب دورًا رئيسيًا عندما يتعلق الأمر بهذه الميزة الواعدة.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن إضافة السكر إلى القهوة السوداء أو شرب مشروبات القهوة السكرية الأخرى من المحتمل أن تلغي أي آثار لمكافحة مرض السكري قد تنجم عن القهوة.
الفوائد الصحية المحتملة الأخرى للقهوة السوداء
يوفر تناول القهوة العديد من الفوائد المحتملة الأخرى، مثل:
- خسارة الوزن
قد يؤدي شرب القهوة إلى زيادة طفيفة في معدل الأيض أو السعرات الحرارية التي تحرقها أثناء الراحة. قد يساعدك ذلك على خسارة الوزن الزائد وحرق الدهون. هناك أيضًا بعض الأدلة على أن القهوة قد تعمل كمثبط للشهية.
- تحسين أداء التمارين
يعزز الكافيين الطاقة وقد يُحسّن الأداء البدني. ربطت إحدى المراجعات تناول الكافيين بتحمل وقوة عضلات أفضل، ومزيد من القوة أثناء تدريبات القوة، وتمارين الكارديو.
- زيادة تناول مضادات الأكسدة
توفر القهوة مستويات مضادة للأكسدة مماثلة لتلك الموجودة في الفواكه والخضروات، وهو ما يفسر على الأرجح العديد من فوائدها الصحية.
أضرار القهوة السوداء المحتملة
لا يبدو أن للقهوة السوداء الكثير من الأضرار عند تناولها باعتدال.
ومع ذلك، فإن الكثير من الكافيين - سواء من القهوة أو غيرها من المشروبات مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة مثل ريد بل - قد يُسبب آثارًا جانبية غير مريحة مثل الأرق والقلق وسرعة ضربات القلب واضطراب المعدة والصداع والغثيان.
بشكلٍ عام، يجب على البالغين الأصحاء الالتزام بـ 400 مجم من الكافيين يوميًا أو أقل. إذا كان المشروب الوحيد الذي يحتوي على الكافيين هو القهوة، فهذا يَعني حوالي 4 أكواب (960 مل).
إذا كنتِ حاملاً أو مرضعة، فحدِ من تناول الكافيين إلى حوالي 200 مجم يوميًا (كوبان أو 480 مل من القهوة). إذا كنتِ تتناولِ بعض الأدوية الموصوفة مثل حبوب منع الحمل وأدوية القلب والمضادات الحيوية، فقد تحتاجِ/تحتاج أيضًا إلى الحد من الكافيين.
إذا كنت تندرج ضمن إحدى هذه الفئات، فمن الأفضل التحدث إلى الطبيب حيث يمكنه المساعدة في تحديد توصية أكثر تحديدًا بشأن مقدار الكافيين الآمن للاستهلاك.
بالإضافة إلى ذلك، تُوصي المنظمات الصحية الأطفال والمراهقين بتقليل تناول الكافيين قدر الإمكان. ومع ذلك، لا توجد إرشادات رسمية في هذا الوقت.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه نظرًا لأن القهوة السوداء حمضية إلى حدٍ ما، فإن بعض الأشخاص يجدون أنها تهيج المعدة، وقد تُزيد من أعراض الارتجاع المعدي المريئي.
أخيرًا، قد يكون للقهوة تأثير مدر للبول، مما يَعني أنها قد تتسبب في إنتاج المزيد من البول. قد تسحب أيضًا السوائل إلى الجهاز الهضمي، مما يتسبب في تأثير ملين لدى بعض الأشخاص.
ختامًا
على الرغم من أن القهوة كانت موضع انتقادات على مر السنين، إلا أنها تبدو مشروبًا صحيًا في الغالب، خاصة إذا كنت تتجنب إضافة السكر أو الإضافات الأخرى غير المفيدة.
قد تقلل القهوة السوداء من خطر الإصابة بالسرطان وتليف الكبد ومرض السكري من النوع 2. كما أنها تحتوي على الكافيين المنشط والمنبه للدماغ.
ومع ذلك، يجب على معظم الأشخاص الأصحاء الحد من تناول الكافيين الإجمالي إلى حوالي 400 مجم يوميًا، وهو ما يعادل حوالي 4 أكواب (960 مل) من القهوة.
المصادر